غير مصنف

الخوارج علي الخليفة مروان الأموي

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن خلافة الدولة الأموية، وقيل أنه عندما رجع فل الخوارج في عهد الخليفة مروان بن محمد إليهم، فأشار سليمان بن هشام عليهم أن يرتحلوا عن الموصل، فلا يمكنهم الإقامة بها، ومروان من أمامهم وابن ضبارة من ورائهم، وقطع عنهم المدد ولا يجدوا شيئا يأكلونه، فارتحلوا إلى حلوان ثم إلى الأهواز، فأرسل مروان ابن ضبارة في آثارهم في ثلاثة ألاف، فأتبعهم يقتل من تخلف منهم، ومازال وراءهم حتى فرق شملهم، وهلك أميرهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري بالأهواز، حيث قتله خالد بن مسعود بن جعفر بن خيلد الأزدي، وركب سليمان بن هشام في مواليه وأهل بيته السفن، وساروا إلى السند.

ورجع مروان من الموصل فأقام بمنزله بحران، وعندما طلب الإمام إبراهيم بأن يظهر أبو مسلم الخراساني الدعوة العباسية علانية في خراسان، دخل أبو مسلم خراسان في أول يوم من رمضان فرفع الكتاب إلى سليمان بن كثير الخزاعي وفيه أن أظهر دعوتك ولا تتربص، وسليمان بن كثير الخزاعي كان نقيباً مواليا لبني العباس في خراسان، وعندما تولى أبو مسلم الخراساني إمارة خراسان تسلط على سليمان، وكان أبو مسلم تابعا له أيام الدعوة لبني العباس، فشكى لأبي جعفر المنصور حين قدم إلى خراسان موفدا من قبل أخيه أبي العباس السفاح، فقام أبو مسلم بضرب عنقه، بحجة اتصاله بالعلويين لقلب الحكم، ثم قتل أبو مسلم ابن سليمان لاتهامه بمولاة العلويين أعداء العباسيين. 

ولعل قتل أبي مسلم لسليمان وابنه دون استشارة أهل الحكم كان أحد أسبابه إقدام المنصور على قتله عام مائه وسبعة وثلاثين من الهجرة بعد توليه الخلافة، فقدموا عليهم أبا مسلم الخراساني داعيا إلى بني العباس، فبعث أبو مسلم دعاته في بلاد خراسان، وأمير خراسان الأموي نصر بن سيار الكناني، مشغول بقتال جديع الكرماني، وشيبان بن سلمة الحروري، وأما عن نصر بن سيار الليثي الكناني، فكان آخر ولاة الأمويين على خراسان، وقد ولاه هشام بن عبد الملك، وكان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان واليا محنكا حازما، فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر، وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق. 

في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى