غير مصنف

ابن حبان وعلوم الطب والفلك

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حبان البُستي، هو الإمام العلامة الحافظ، المحدّث، المؤرخ، القاضي، شيخ خراسان، وقيل أنه بالإضافة إلى علم الإمام ابن حبان في علوم الشريعة فقد حصل علم الطب والفلك، ويظهر أنه بلغ فيهما رتبة أمكن معها القول فيه كان عالما بالطب والنجوم، وهذه الفنون والعلوم الكثيرة التي تمكن منها الإمام ابن حبان جعلت الحافظ ابن حجر يقول عنه كان صاحب فنون، وذكاء مفرط، وحفظ واسع إلى الغاية، رحمه الله، وقد أخذ عن شيوخ كثيرين، كما أشار هو إلى ذلك، ومن أشهرهم هو الشيخ أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن المعروفه باسم سنن النسائي وقد سمع منه بفسطاط مصر، والشيخ أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ الدمشقي وقد سمع منه بدمشقز

والشيخ جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري الدمشقي، وقد سمع منه بدمشق، والشيخ علي بن سعيد العسكري، وقد سمع منه بسامراء، والشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان، وقد سمع منه بمرو، والشيخ أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي، وقد سمع منه بحلب، والشيخ محمد بن أبي المعافى بن سليمان الصيداوي، وقد سمع منه بصيدا، والشيخ جعفر بن محمد الهمداني، وقد سمع منه بصور، والشيخ محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي الراهب، وقد سمع منه بحمص، وشيخ الإسلام أبو يعلى الموصلي، وهو محدث الموصل، وأحد الثقات، وانتهى إليه علو الإسناد، حتى إنه أعلى إسنادا من النسائي، وقد ازدحم عليه أصحاب الحديث، وأجمعوا على ثقته ودينه.

ونقل الذهبي عن أبي يعقوب إسحاق والد أبي عبد الله بن منده، أنه رحل إلى أبي يعلى، وقال له إنما رحلت إليك لإجماع أهل العصر على ثقتك وإتقانك، وألف معجم شيوخه، ومسنده، الذي قال فيه أبو سعد السمعاني سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الحافظ يقول قرأت المسانيد كمسند العدني، ومسند أحمد بن منيع، وهي كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع الأنهار، ومسنده هذا هو الذي عند أهل أصبهان من طريق ابن المقرئ عنه، بخلاف المسند الذي من طريق أبي عمر بن حمدان عنه، فإنه مختصر، وهو الذي إعتمده الهيثمي في مجمع الزوائد، وقد مات أبو يعلى سنة ثلاثمائة وسبعة من الهجرة، وقد روى عنه ابن حبان في صحيحه عدد ألف ومائة وأربعة وسبعون حديثا.

وكذلك من شيوخه هو الشيخ الحسن بن سفيان الشيباني النسوي وقد سمع منه في نسا، وقال فيه الحاكم كان الحسن بن سفيان محدث خراسان في عصره، مقدما في الثبت، والكثرة، والفهم، والفقه والأدب، وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الرازي ليس للحسن في الدنيا نظير، وقد سمع أكثر مسنده من الإمام إسحاق بن راهويه قال ابن حبان حضرت دفنه في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة وقد روى عنه ابن حبان في صحيحه ثماني مائة وخمسة عشر حديثا، وقيل ثماني مائة وثلاثون حديثا، وأيضا الشيخ أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي العسقلاني وقد سمع منه بالرملة، وكان مسند أهل فلسطين، ذا معرفة وصدق، متوفى قرابة سنة قلاقمائة وعشر من الهجرة، وعدة الأحاديث التي رواها ابن حبان عنه ربعمائة وأربعة وستون حديثا، وقيل ربعمائة واثنين وسبعون حديثا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى