القصة والأدب

الدكروري يكتب عن مؤلفات الإمام ابن عصفور

الدكروري يكتب عن مؤلفات الإمام ابن عصفور

الدكروري يكتب عن مؤلفات الإمام ابن عصفور

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

كان للإمام ابن عصفور كتب في مختلف الأجناس الأدبية وكل ما يتعلق باللغة، فهو لم يقتصر على مجال واحد، فتراه يكتب في النحو والصرف ويشرح دواوين شعرية، كديوان المتنبي، وشرح الأشعار الستة الجاهلية كما تدل تآليفه النحوية على أن له مشاركة في علم المنطق ولأجل ذلك حسن إيراده فيها تقسيما وحدودا، باستعمال حجة ثابتة ودامغة، فيليق كلامه مقدما على كلام غيره من المعبرين من النحاة، أما عن باقي مؤلفاته فهي كتاب المقرب في النحو، ويقال أن حدوده كلها مأخوذة من الجزولية، وزاد فيها ما ورد على الجزولية، وكتاب الممتع في التصريف، وكتاب مختصر المحتسب، وكتاب المفتاح، وكتاب الهلال، وكتاب الأزهار، وكتاب إنارة الدياجي، وكتاب مختصر الغرة، وكتاب المقنع.

 

وكتاب ضرائر الشعر، وكتاب مفاخرة السالف والعذار، وكتاب البديع، وكتاب السلك والعنوان ومرام اللؤلؤ والعقيان، وهو رجز في النحو مع الشرح، وكتاب إيضاح المشكل، وكتاب شرح الإيضاح، ومنظومة في النحو، ومقدمة في النحو وشرحها، وكتاب سرقات الشعراء، وكتاب شرح الجزولية، وكتاب شرح الجمل، وقيل له ثلاثة شروح، وكتاب شرح كتاب سيبويه، وكتاب شرح أبيات الإيضاح، وكتاب شرح المتنبي، وكتاب شرح الأشعار الستة، ولم يكمله، وكتاب شرح المقرب، لم يكمله، وكتاب شرح الحماسة، لم يكمله، وقال عنه ابن الزبير لم يكن عنده ما يؤخذ عنه سوى العربية ولا تأهل لغير ذلك، وقال في ترجمته ابن عبد الملك المراكشي صاحب الذيل والتكملة، من أبرع من تخرج على أبي علي الشلوبين.

 

وأحسنهم تصنيفا في علوم اللسان، ورثاه القاضي نصر الدين بن المنير بقوله أسند النحو إلينا الدؤلي عن أمير المؤمنين البطل، بدأ النحو علي وكذا قل بحق ختم النحو علي، وكما ذكرت مصادر ترجمت لابن عصفور، بيتين له من الشعر، قالها ارتجالا، وكان يخضب لحيته في الحناء ويقول لما تدنست بالتفريط في كبري وصرت مغرى بشرب الراح و اللعس، أيقنت أن خضاب الشيب أستر لي، إن البياض قليل الحمل للدنس، وتلقى ابن عصفور الإشبيلي علم العربية عن جماعة من أشهر علماء عصره منهم أبو الحسن الدباج وأبو علي الشلوبين ولازم الأخير عشر سنين إلى أن ختم عليه كتاب سيبويه، وقال مترجموه كان أصبر الناس على المطالعة لا يمل من ذلك.

 

ثم كان بينه وبين شيخه أبي علي الشلوبين منافرة ومقاطعة، فجال بالأندلس وتصدر للاشتغال مدة بعدة بلاد، فأقرأ بإشبيلية، وشريش، ومالقة، ولورقة، ومرسية، وأقبل عليه الطلبة، وعلا ذكره، فكان كما يقول مترجموه، حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس ولكن لم يكن عنده ما يؤخذ عنه غير النحو، ولا تأهل لغيره من علوم العربية، واتصل ابن عصفور بأمراء زمانه، فكان يخدم الأمير عبد الله بن محمد ابن أبي بكر الهتناني، وألف ابن عصفور الإشبيلي كتابه المشهور في النحو، وهو كتاب المقرب، بإشارة من الأمير أبي زكريا يحيى بن أبي محمد عبد الواحد بن أبي بكر، كما ألف كتابه الضرائر بإشارة من الخليفة المستنصر بالله، كما أشار هو في مقدمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى