القصة والأدب

الدكروري يكتب عن العلامة ابن كمال باشا في فتح مصر

الدكروري يكتب عن العلامة ابن كمال باشا في فتح مصر

الدكروري يكتب عن العلامة ابن كمال باشا في فتح مصر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام ابن كمال باشا زادة رحمه الله تعالى، وقيل انه كان المولى لطفي من أخص تلامذة المولى سنان باشا، ولما أتى المولى على القوشجي الرياضي الشهير، ببلاد الروم أرسله المولى سنان باشا إليه، وقرأ العلوم الرياضية عليه، وحصل سنان باشا العلوم الرياضية بواسطته، ويقول الكفوي “ومن لطائف صنع الله التي جلت أن تعد، وكبرت لعظم شأنها عن أن تحد، أنه لم يخل في عصر من الأعصار كافة المدن والأمصار عن ذي ذهن وقاد، وصاحب طبع نقاد، يبذل جهده في اكتساب ما يرفع في الدارين قدره، ويطلع من أفق النباهة بدره، فتصدى لاقتباس العلم ودراسته، ويجتهد في صونه عن الضياع حراسته، صرف همته إلى تحرير مراسم الشرع.

 

وأجرى سواد الحبر في بياض الرّق، ووقف همته على تَمهيد قواعد الأصل والفرع، وسوّد وجه الباطل، وبيض محيا الحق، به كل من يقتدي يسترشد ويهتدي، وما هو في عهده إلا هذا المولى، واشتغل بالعلم الشريف بالغدو والآصال، ودأب، وحصّل، وصرف سائر أوقاته في تحصيل العلم، ومذاكرته، وإفادته، واستفادته، حتى فاق الأقران، وصار إنسان عين الإنسان، قرأ عليه أي على المولى لطفي، ثم قرأ على غيره، إلى أن مهر، وصار إماما في كل فن، بارعا في كل علم، تشد الرحال إليه، وتعقد الخناصر عليه، وكما أن علماء القاهرة أقروا له بالفضل والإتقان في العلوم وكان العلامة ابن كمال باشا في فتح مصر مع السلطان سليم خان، وكان قاضيا بالعسكر المنصور بأناطولي، فلما دخل القاهرة لقيه أكابر العلماء.

 

وأعاظم الفضلاء، وناظروه، وباحثوه، وتكلموا بما عندهم، فامتحنوه، فأعجبوا بفصاحة لسانه، وحسن كلامه، وبلاغة بيانه، وبسط مرامه، وأقروا له بالفضل والكمال، وكانوا يذكرونه بغاية التبجيل والإجلال، ويشهدون أن ليس في العرب له عديل، ولا في أفاضل العجم والروم له عوض وبديل، وأجاز له بعض علماء الحديث بها أي بالقاهرة، وأفاد واستفاد، وحصل بها علو الإسناد، وشهد له علماؤها بالفضائل الجمة، والإتقان في سائر العلوم المهمة، ولا تجد في عصره من يساويه في بلاده على الإطلاق، إذ كان فريدا في الديار الرومية، في كثرة التأليف، وسرعة التصنيف، ووسع الاطلاع، والإحاطة بكثير من العلوم، ولا ترى له نظيرا في عصره إلا في الديار المصرية في جلال الدين السيوطي رحمه الله.

 

واختلف النقاد المترجمون في الموازنة بين هذين الطودين العظيمين، فذهب التميمي إلى أن ابن كمال باشا قد حاز السبق على السيوطي فقال “وعندي أن ابن كمال باشا أدق نظرا من السيوطي، وأحسن فهما، وأكثر تصرفا، على أنهما كانا جمال ذلك العصر، وفخر ذلك الدهر، ولم يخلف أحد منهما بعده مثله، رحمه الله تعالى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى