القصة والأدب

الدكروري يكتب عن الفقيه البارع في علوم الدين

الدكروري يكتب عن الفقيه البارع في علوم الدين

الدكروري يكتب عن الفقيه البارع في علوم الدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر الكثير والكثير عن شيخ الإسلام المحدث الفقية ابن كثير، ويعد الشيخ الإمام ابن كثير من كبار علماء التفسير في التاريخ الإسلامي، وهو العالم الحافظ المعبد المحدث المفسر الفقيه البارع في علوم الدين، وتفسيره المعروف بتفسير ابن كثير، حيث يعد من أهم أمهات كتب التفسير ومن أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم تفسير القرآن الكريم، ويعد من أشهر ما دُون في موضوع التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، وقد تميز ابن كثير بأنه كان ذو خلق عالي وأخلاقه الحميدة التي جعلته من العلماء المعروفين في هذا العصر، وكان ذو قدرة عاليه في حفظ العلوم وفهمها، والتي جعلته يحفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة، وكان يتميز في الفهم الجيد وتحضير الدروس، والوصول إلى الاستنتاجات الدقيقة و المقبولة.

 

ويقال عنه انه كان مجتهدا في دروسه وسريع الفهم، وكان يهتم بطلابه وكان يخفف عليهم الضغط، وكان يدعي الناس إلى اتباع السلف وكان من الأشخاص الملتزمين بالحديث والسنة، وكان يحارب الباطل والفاسد، ومن صفاته أنه كان له سعة صدر كبيرة، وكان يدعو الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يعدل بين الناس وينصر الضعيف وكان يصلح بين الأخصام، وكان يحاول في تزويد الإصلاح الديني، وكان يعتبره الناس مرشدا لهم ولا يخشى في الله لومة لائم، ولعل أكثر ما اشتهر به الإمام ابن كثير، هو تفسيره للقرآن الكريم، حيث يعد تفسير ابن كثير من أشهر الكتب بعلم التفسير، وخاصة التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، ويضعه البعض بعد تفسير الطبري في المنزلة.

 

ويفضله آخرون عليه، وشهرته تعقب شهرة تفسير الطبري عند المتأخرين، وكان من تلاميذه هو الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي، ومحمد بن محمد بن خضر القرشي، وشرف الدين مسعود الأنطاكي النحوي، ومحمد بن محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات، وابنه محمد بن إسماعيل بن كثير، وابن أبي العز الحنفي، والحافظ أبو المحاسن الحسيني، والحافظ زين الدين العراقي، والإمام الزيلعي، صاحب نصب الراية، وقد شهد شيخ الإسلام إبن كثير العديد من أحداث القرن الثامن الهجري، حيث كان الحكم في تلك الفترة لدولة المماليك، ومن الأحداث التي حصلت في القرن الثامن هو هجوم التتار على الدولة الإسلامية، وانتشار المجاعات وتواليها على الدولة الإسلامية.

 

وانتشار الأوبئة والأمراض، وقد حصدت هذه الأحداث ملايين الناس، كما حصلت في القرن نفسه عدة حروب، أبرزها حرب المسلمين مع الصليبيين، وانتشرت المؤامرات والفتن على الدولة بين الأمراء والوزراء، ومع كل ما اكتنفه هذا العصر من الحروب، والفتن، والأمراض، والأسقام، إلا أنه كان عصر النشاط العلمي المتمثل بانتشار المدارس، وازدهار التأليف، وكما كانت هناك قصة حدثت بين ابن القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لإبن القيم أنت تكرهني لأنني أشعري، فقال له لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك إنك أشعري وشيخك ابن تيمية, كما أن ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية، وشرط واقفها أن يكون أشعري العقيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى