بقلم / عبير طلعت
سمـراءُ يـا لــونَ الـعـيـونِ الســودِ يــادارتـي وحكايـــتي ووجــودي
يــاشمسَ أيــامي ودفءَ مـلاعِبي يــا أمْـنَ أولادي ورَمـْـسَ جــدودي
يـا مَـطـمَــعَ الأشرارِ من فَجـرِ الـدنـا قـلـبي بـَكَـى لِـترابــِكِ الـمـحـسـودِ
ألـماسةٌ سوداءُ يزكــو سحرُهـا وصخـورُها كالـعَسجَـدِ الـمَـعقــودِ
في كلِّ شِبــرٍ من ثَــراكِ خَـبِـيـئـةٌ كَــنْـــزٌ يـفـيــضُ بِـجَـوهـرٍ مَنضــود
كم عربـدتْ أطماعُهم فـتكالـبـوا نَـبَـشـوا الـثـرى بِـضـراوةِ الـعِـربـيـدِ
يــا كمْ حَـبـَاكِ اللهُ من خيـراتــهِ فـغَــدوتِ نـفـحـةَ ربِّـنـا الـمـعـبــودِ
من منـبـعِ الـنـيـلِ الطَّهــورِ أَخذْتِـنِي حتى مَـصَــبِّ مـيـاهِـهِ بــوَريــدي
من مِصـرَ أرضِ اللهِ مَـعـبـرُنــا إلى كلِّ الـوُجـودِ. ومصـرُ أمُّ الـجـودِ
وطريـقُـنــا لـبــلادِ آسيـا من هُـنـا ونُـزِيـــلُ كلَّ عـوائـــقٍ وسُــدودِ
فهـنـا الـمَـطَــلُّ على الـعـوالـِمِ ُكلِّـهـا وهنا أصونُ مَـهـابـتي وحُـدودي :
صَـوْنـي لِـماءِ الـنـيلِ إن عَـبَـثـتْ بــه كَـــفٌّ لِـمُـخـتــلِّ الـدمـاغِ بَـلـيـدِ
أُبـــْدِي لــه حِـلــمَ الأُبـــاةِ أَمـُــدُّه فـإذا استهـانَ بِـهـدْأتـي وعُهــودي :
أرمـي بــه في وهــدَةٍ لِـتَـنـــوشَـه أَظـفـارُ عِـقْـبـاني وبَـطـشُ أسـودي
——————-
يـــا أَقـدمَ الـقـاراتِ في عُـمـرانِـهـا وشَـغـوفَـــةً بـجـمــالِ كلِّ جـديــــدِ
قـاومــتِ من فـجــرِ الـزمـانِ ضَـراوةً لـلـمُـعـتَــدي فَـحَطَـمْــتِ كلَّ قُـيــودِ
يـامَـنجـمَ الأبطـالِ من شُطـآنِـنــا لـِجَـنــوبِ مانـديــلاَّ زعيـمِ الـســودِ
لـكِ ذِمَّـةٌ من عهـدِ أُولـى الـهجـرتَـيـنِ لــدى الـنجـاشِي الـعـادلِ الـمحمــودِ
أورَثـتِـني لِــــرُواءِ وجـهـي سُمـرتـي وورِثْـــتُ قَـلـــبَ أبـيَّــةٍ وعَـنـُــودِ
يــاقـارَّتـي الـسمـراءَ يــا كَـنــزَ الـغِـنَى أهديْـتِ مَن سَرقـوكِ سِرَّ سُعــودِ
إن أنـصـفَ المستـعمـرون إذِ انـتهــوْا بِـوجُــوهِ سُــوءٍ كالـحـاتٍ سُــودِ
لَـبَـكــوْا بكاءَ أرامِـلٍ قـدْ عَـزهُــنَّ الـغـبـنُ أوْ كالـواهِـنِ الـمطـــرودِ
ولكانَ كلُّ جـوابِـهـم في حَـســرةٍ نـبكـي على فِردوْسِنـا الـمفـقــودِ
