غير مصنف

خفة ظل الإمام يحيى بن معين

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام يحيى بن معين هو الإمام الحافظ، إمام الجرح والتعديل أبو زكريا، يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام، وقيل أنه كان يحيى بن معين على جلالة قدره وهيبته، خفيف الروح مع أصحابه المقربين من المحدثين، ومن مزاحه معهم أنه لقب بعضهم بألقاب محببة لا نبز فيها، أحبها من أطلقت عليه وتشرف بها، فلقب محمد بن إبراهيم بمربع، ولقب عبيد بن حاتم بالعجل، ولقب صالح بن محمد بجزرة، ولقب محمد بن صالح بكيلجة، والكيلجة وهي مثقال من الأوزان، وهؤلاء كلهم من كبار أصحابه وحفاظ الحديث، وقد تأثر الإمام يحيى بن معين بأساطين الفقه الحنفي في عصره من تلاميذ الإمام أبي حنيفة، وأولهم تلميذه الإمام القاضي أبو يوسف.

يعقوب بن إبراهيم، وكان من المحدثين، وقال الإِمام أحمد بن حنبل أول ما طلبت الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثم درت على المشايخ، وقال يحيى بن معين يقول ما رأيت في أصحاب الرأي، أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصح رواية من أبي يوسف، أبو يوسف صاحب حديث وصاحب سنة، وقال يحيى بن معين القراءة عندي قراءة حمزة، والفقه فقه أبي حنيفة على هذا أدركت الناس، ونقل يحيى بن معين عن يحيى بن سعيد القطان البصري، وهو من أقران الإمام مالك، قوله جالسنا والله أبا حنيفة وسمعنا منه، وكنت والله إذا نظرت إليه عرفت في وجهه أنه يتقي الله عز وجل، وأخذ الإمام يحيى بن معين عن تلميذ أبي حنيفة الإمام محمد بن الحسن الشيباني، وكتب عنه كتاب الجامع الصغير.

وتأثر ابن معين بمدرسة أبي حنيفة الفقهية وبدا ذلك واضحا في اختياراته الفقهية التي خالف فيها أهل الحديث، حتى قال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء قد كان أبو زكريا رحمه الله حنفيا في الفروع، ثم عدد الذهبي آراءه الفقهية التي تبع فيها المذهب الحنفي، ومنها رأيه في زكاة الفطر لا بأس أن تعطى فضة، وأن من صلى خلف الصف وحده يعيد الصلاة، ومن صلى بقوم على غير وضوء، قال لا يعيدون ويعيد، ولما رحل ابن معين إلى الشام قابل محدثها الإمام أبو مسهر، عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي، ويبدو أن بعض المحدثين في دمشق رغبوا من يحيى بن معين أن يحدثهم، فأبى وقال ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين ادركت من ابي مسهر، والذي يحدث.

وفي البلد من هو أولى بالتحديث منه فهو أحمق، وكان علم الحديث في ذلك العصر قائما على أن يكتب كل محدث ما يسمعه من أحاديث بيده، فلا يعتمد على كتابة غيره، بل عُدّ ذلك ثلبا في بعض المحدثين، وكان عماد ذلك أن يكون القلم والمحبرة جاهزين لئلا يفوت المحدث بعض الكلام وهو يبري قلمه أو يصلح دواته، ولذا قال يحيى بن معين إذا رأيت الرجل يخرج من منزله بلا محبرة ولا قلم، يطلب الحديث، فقد عزم على الكذبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى