القصة والأدب

الدكروري يكتب عن الإمام المحدث منصور النيسابوري

الدكروري يكتب عن الإمام المحدث منصور النيسابوري

الدكروري يكتب عن الإمام المحدث منصور النيسابوري

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن أئمة الإسلام والمسلمين والذي كان من بينهم الإمام الحيري هو الشيخ الإمام المحدث الواعظ القدوة، شيخ الإسلام الأستاذ أبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الحيري النيسابوري، وروي عن الحاكم قال سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول لما قتل يحيى بن الذهلي منع الناس من حضور مجالس الحديث من جهة أحمد الخجستاني فلم يجسر أحد يحمل محبرة إلى أن ورد السري بن خزيمة فقام الزاهد أبو عثمان الحيري وجمع المحدثين في مسجده وعلق بيده محبرة وتقدمهم إلى أن جاء إلى خان محمش فأخرج السري وأجلس المستملي فحزرنا مجلسه زيادة على ألف محبرة فلما فرغ قاموا وقبلوا رأس أبي عثمان ونثر الناس عليهم الدراهم والسكر سنة ثلاث وسبعين ومائتين.

 

وكما ذكر الحاكم أخبار أبي عثمان في خمس وعشرين ورقة، وفي غضون ذلك من كلامه في التوكل واليقين والرضى، وقال الحاكم وسمعت أبي يقول لما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني الذي استولى على البلاد الإمام حيكان بن الذهلي أخذ في الظلم والعسف وأمر بحربة ركزت على رأس المربعة وجمع الأعيان وحلف إن لم يصبوا الدراهم حتى يغيب رأس الحربة فقد أحلوا دماءهم فكانوا يقتسمون الغرامة بينهم فخص تاجر بثلاثين ألف درهم فلم يكن يقدر إلا على ثلاثة آلاف درهم فحملها إلى أبي عثمان وقال أيها الشيخ قد حلف هذا كما بلغك ووالله لا أهتدي إلا إلي هذه، قال تأذن لي أن أفعل فيها ما ينفعك ؟ قال نعم، ففرقها أبو عثمان وقال للتاجر امكث عندي وما زال أبو عثمان يتردد بين السكة والمسجد ليلته.

 

حتى أصبح وأذن المؤذن ثم قال لخادمه اذهب إلي السوق وانظر ماذا تسمع فذهب ورجع فقال لم أري شيئا قال اذهب مرة أخرى وهو في مناجاته يقول وحقك لا أقمت ما لم تفرج عن المكروبين، قال فأتى خادمه الفرغاني يقول وكفى الله المؤمنين القتال، شق بطن أحمد بن عبد الله فأخذ أبو عثمان في الإقامة، قلت بمثل هذا يعظم مشايخ الوقت، وقال أبو الحسين أحمد بن أبي عثمان توفي أبي لعشر بقين من ربيع الآخر ، سنة ثمان وتسعين ومائتين وصلى عليه الأمير أبو صالح، وهكذا كانت النهاية فتوفي الإمام الحيري أبو عثمان في نيسابور، في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة مائتان وثماني وتسعين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى