القصة والأدب

الدكروري يكتب عن طفولة المؤرخ الكبير محمد ابن جرير

الدكروري يكتب عن طفولة المؤرخ الكبير محمد ابن جرير

الدكروري يكتب عن طفولة المؤرخ الكبير محمد ابن جرير 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن الإمام الطبري وهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام أبو جعفر الطبري، وقيل أنه قد ظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة، وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها فوجهه إلى العلماء ومعاهد الدراسة، وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شؤون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم، وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه، وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن.

 

التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل، وشاهدته دروب المدينة ذاهبا آيبا يتأبط دواته وقرطاسه، وسرعان ما تفتح عقله، وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد، حتى قال عن نفسه “حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة” وكان الطبري موهوب الغرائز، وقد كان ذا ذكاء خارق، وعقل متقد، وذهن حاد، وحافظة نادرة، وهذا ما لاحظه فيه والده، فحرص على توجيهه إلى طلب العلم وهو صبي صغير، وخصص له موارد أرضه لينفقها على دراسته وسفره وتفرغه للعلم، ومما يدل على هذا الذكاء أنه حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين.

 

وكان الطبري يتمتع بحافظة نادرة، ويجمع عدة علوم، ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها، وإن كتبه التي وصلتنا لأكبر دليل على ذلك، حتى قال عنه أبو الحسن سري بن المغلس والله إني لأظن أبا جعفر الطبري قد نسي مما حفظ إلى أن مات ما حفظه فلان طول عمره، وكان الطبري على جانب كبير من الورع والزهد والحذر من الحرام، والبُعد عن مواطن الشبه، واجتناب محارم الله تعالى، والخوف منه، والاقتصار في المعيشة على ما يرده من ريع أرضه وبستانه الذي خلفه له والده، حيث قال ابن كثير وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكان من كبار الصالحين وكان الطبري زاهدا في الدنيا، غير مكترث بمتاعها ومفاتنها، وكان يكتفي بقليل القليل أثناء طلبه للعلم.

 

وبما يقوم به أوده، ويمتنع عن قبول عطايا الملوك والحكام والأمراء، وكما كان الطبري عفيف اللسان، يحفظه عن كل إيذاء، وكان متوقفا عن الأخلاق التي لا تليق بأهل العلم ولا يؤثرها إلى أن مات، ولما كان يناظر مرة داود بن علي الظاهري في مسألة، فوقف الكلام على داود، فشق ذلك على أصحابه، فقام رجل منهم، وتكلم بكلمة مضة وموجعة لأبي جعفر، فأعرض عنه، ولم يرد عليه، وترفع عن جوابه، وقام من المجلس، وصنف كتابا في هذه المسألة والمناظرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى