القصة والأدب

الدكروري يكتب عن الإمام الفقيه أبو عبدالرحمن طاوس

الدكروري يكتب عن الإمام الفقيه أبو عبدالرحمن طاوس

الدكروري يكتب عن الإمام الفقيه أبو عبدالرحمن طاوس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام طاوس بن كيسان، هو الإمام الفقيه أبو عبدالرحمن طاوس بن كيسان اليماني، وهو أحد أئمة الإسلام المشهورين، وكان والد طاوس من أهل فارس، ومن الملامح الشخصية للإمام طاوس بن كيسان، أنه كان من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم ومن سادات التابعين، وعن عبد المنعم بن إدريس عن أبيه قال صلى وهب بن منبه وطاوس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة، وكان طاوس يصلي في غداة باردة مغيمة فمر به محمد بن يوسف أخو الحجاج بن يوسف وأيوب وهو ساجد في موكبه فأمر بساج وطيلسان مرتفع فطرح عليه، فلم يرفع رأسه حتى فرغ من حاجته، فلما سلم نظر فإذا الساج عليه فانتفض ولم ينظر إليه ومضى إلى منزله.

 

ولم يترك صلاته وعبادته حتى في مرض موته، ويروي عبد الواحد بن زياد عن ليث قال رأيت طاوسا في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه قائما ويسجد عليه، وكان طاوس فقيها جليل القدر نبيه الذكر، وأصبح سيدا لأهل اليمن بعلمه فعن الزهري قال قدمت على عبد الملك بن مروان فقال من أين قدمت يا زهري؟ قال قلت من مكة قال ومن خلفت يسودها وأهلها؟ قلت عطاء بن أبي رباح قال فمن العرب أم من الموالي؟ قلت من الموالي قال فبم سادهم؟ قلت بالديانة والرواية قال إن الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا، قال فمن يسود أهل اليمن؟ قلت طاوس بن كيسان قال فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت من الموالى قال فبم سادهم؟ قلت بما ساد به عطاء، ولقد زهد طاوس فيما عند الناس.

 

فأقبل الناس على علمه، وهكذا العالم أما إذا أقبل على أموالهم هان عليهم وزهدوا في علمه، وكان طاوس من الزاهدين ولم يهن نفسه يوما بقبول مالا من أحد حتى من الأمير، وقال عنه ابن عباس رضي الله عنهما إني لأظن طاوسا من أهل الجنة، وقال ابن حبان كان طاوس من عبّاد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، مستجاب الدعوة، حج أربعين حجة، وكما قال عبدالرحمن بن أبي بكر المليكي رأيت طاوسا بين عينيه أثر السجود، وكما روى أبو نعيم عن ابن أبي رواد، قال”رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر لم يكلموا أحدا، وابتهلوا في الدعاء” وكان طاوس لا يدع جارية له سوداء ولا غيرها إلا أمرهن فخضبن أيديهن وأرجلهن يوم الفطر ويوم الأضحى، ويقول إنه يوم عيد.

 

وقال حنظلة بن أبي سفيان ما رأيت عالما قط يقول لا أدري، أكثر من طاوس، وكما قال حبيب بن أبي ثابت اجتمع عندي خمسة لا يجتمع مثلهم عند أحد، عطاء، وطاوس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وعكرمة، كما قال عمرو بن دينار ما رأيت قط مثل طاوس، كما قال ابن معين وأبو زرعة أن طاوس ثقة، وقال طاوس حدثني ابن عباس أن آخر آية نزلت من كتاب الله وهي في سورة البقرة ” واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى