مقال

الدكروري يكتب عن صاحب المصنف في الأصول

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صاحب المصنف في الأصول

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير عن الإمام أبو سعد النيسابوري وهو أبو سعد بن أبي سعيد المتولي النيسابوري، وقيل أنه تفقه على القاضي حسن بمرو الروذ، وعلى أبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي ببخارى، وعلى أبي القاسم عبد الرحمن الفرواني بمرو، حتى برع وتميز وكان مولده في سنة ست وعشرين وأربع مائة وتوفي ببغداد وله كتاب التتمة تمم به الإبانة لشيخه الفوراني، لكنه لم يكمله، وعاجلته المنية، وانتهى فيه إلى الحدود، وله مختصر في الفرائض، ومصنف في الأصول، وكتاب في الخلاف جامع للمآخذ، وقال الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات بأن عبد الرحمن بن مأمون بن علي بن إبراهيم، أبو سعد بن أبي سعيد المتولي النيسابوري.

 

تفقه بمرو على أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد الفوراني، وبمرو الروذ على القاضي حسين، وببخارى على أبي سهل أحمد ابن علي الأبيوردي، وسمع منهم ومن أبي عبد الله الطبري وأبي عمرو محمد بن عبد العزيز بن محمد القنطري وجماعة، وبرع فيما حصله من المذهب والخلاف والأصول، وقدم بغداد وولي التدريس بالنظامية بعد وفاة الشيخ أبي إسحاق ثم صرف عنها، ثم أعيد إليها فدرس بها إلى حين وفاته سنة ثمان وسبعين وأربع مائة، وكان أحسن الناس خلقا وخلقا، وأكثر العلماء تواضعا ومروءة، وكان محققا مدققا مع فصاحة وبلاغة، وتخرج به جماعة من الأئمة وقد تمم كتاب الإبانة للقاضي حسين، وقال تاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى هو صاحب التتمة.

 

وهو أحد الأئمة الرفعاء من أصحابنا، مولده سنة ست أو سبع وعشرين وأربع مائة، وأخذ الفقه عن ثلاثة من الأئمة بثلاثة من البلاد عن القاضي الحسين بمرو الروذ، وعن أبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي ببخارى، وعن الفوراني بمرو، وبرع في المذهب، وذيع صيته، وله كتاب التتمة على إبانة شيخه الفوراني، وصل فيها إلى الحدود ومات، وله مختصر في الفرائض، وكتاب في الخلاف، ومصنف في أصول الدين، على طريق الأشعري، وسمع الحديث من الأستاذ أبي القاسم القشيري، وأبي عثمان الصابوني، وأبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وغيرهم، وحدث بشيء يسير، وروى عنه جماعة، ودرس بالنظامية بعد الشيخ أبي إسحاق، ثم عزل بابن الصباغ، ثم أعيد واستمر إلى حين وفاته.

 

وتوفي ليلة الجمعة الثامن عشر من شوال سنة ثمان وسبعين وأربع مائة، وقال ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان أبو سعد عبد الرحمن بن محمد واسمه مأمون بن علي، وقيل إبراهيم، المعروف بالمتولي الفقيه الشافعي النيسابوري، كان جامعا بين العلم والدين وحسن السيرة، وتحقيق المناظرة له يد قوية في الأصول والفقه والخلاف، تولى التدريس بالمدرسة النظامية بمدينة بغداد بعد وفاة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، تعالى، ثم عزل عنها في بقية سنة ست وسبعين وأربعمائة وأعيد أبو نصر ابن الصباغ صاحب الشامل، ثم عزل ابن الصباغ في سنة سبع وسبعين وأعيد أبو سعد المذكور واستمر عليها إلى حين وفاته وتخرج على أبي سعد جماعة من الأئمة، وأخذ الفقه بمرو عن أبي القسام عبد الرحمن الفوراني.

 

وبمرو الروذ عن القاضي حسين بن محمد، وببخارى عن أبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وسمع الحديث وصنف في الفقه كتاب تتمة الإبانة تمم به الإبانة تصنيف شيخه الفوراني لكنه لم يكمله وعاجلته المنية قبل إكماله، وكان قد انتهى فيه إلى كتاب الحدود، وأتمه من بعده جماعة منهم أبو الفتوح أسعد العجلي وغيره، ولم يأتوا فيه بالمقصود ولا سلكوا طريقه، فإنه جمع في كتابه الغرائب من المسائل والوجوه الغريبة التي لا تكاد توجد في كتاب غيره، وله في الفرائض مختصر صغير وهو مفيد جدا، وله في الخلاف طريقة جامعة لأنواع المآخذ، وله في أصول الدين أيضا تصنيف صغير، وكل تصانيفه نافعة، وكانت ولادته سنة ست وعشرين وأربعمائة، وقيل سنة سبع وعشرين، بنيسابور.

 

وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر شوال سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ببغداد، ودفن بمقبرة باب أبرز، تعالى، وتوفي الإمام أبو سعد النيسابوري ليلة الجمعة الثاني عشر من شوال، سنة ربعمائة وثماني وسبعين من الهجرة، ببغداد ودفن بمقبرة باب أبرز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى