مقال

الدكروري يكتب عن كبار الحفاظ وسادات أهل التقوى

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن كبار الحفاظ وسادات أهل التقوى

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام أبو زُرعة وهو أبو زُرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ الرازي، وهو الذي قال عنه ابن الجوزي في صفة الصفوة كان من كبار الحفاظ وسادات أهل التقوى، وقال ابن حجر في التقريب إمام حافظ ثقة مشهور، وقال النووي في شرح مسلم هو أحد حفاظ الإسلام وأكثرهم حفظا، وكان لأبي زرعة الرازي مسند ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة ويوجد في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، كتاب الضعفاء والكذابون والمتروكون من أصحاب الحديث عن أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين مما سألهم عنه وجمعه وألفه أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي الحافظ المتوفى سنة مائتان واثنين وتسعون من الهجرة.

 

وهو برقم سبعمائة وتسعة عشر قسم التاريخ، ولقد ترك أبو زرعة عدة مؤلفات، وقد قام بحصر مؤلفاته وتوثيقها دكتور سعدي الهاشمي في دراسته عن أبي زرعة، فذكر عددا منها، والكتب التي ذكرها هي فوائد الرازيين، والفوائد، والفضائل، وأعلام النبوة، أو دلائل النبوة، وكتاب السير، وكتاب المختصر، وكتاب الزهد، وكتاب الأطعمة، وكتاب الفرائض، وكتاب الصوم، وكتاب الآداب، وكتاب الوضوء، وكتاب الشفعة، وكتاب الأفراد، وكتاب العلل، وكتاب الجرح والتعديل، وكتاب بيان خطأ البخاري في تاريخه، والتفسير، وأجوبته على أسئلة البرذعي في الضعفاء، وأجوبته على أسئلة البرذعي في الثقات، وكتاب أسماء الضعفاء، وكتاب الصحابة، وكتاب المسند.

 

ولم يطبع من هذه الكتب إلا كتاب الضعفاء، وأجوبته على أسئلة البرذعي في الضعفاء، وأما بقية كتبه فتعتبر في عداد المفقود، حيث لا يوجد منها شيء، وتوفي أبو زرعة بالري سنة أربع وستين ومائتين من الهجرة في يوم الإثنين آخر يوم من السنة، وقد أرخ وفاته في هذه السنة الحافظ في التقريب، والذهبي في العبر، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، ولا يوجد من يخالف هذا القول إلا قولا حكاه الحافظ في تهذيب التهذيب عن أبي حاتم أنه توفي سنة ثماني وستين أي ومائتين، أما سنة ولادته فقد سئل عنها فقال ولدت سنة مائتين، ونقل ذلك ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية قولا آخر في سنة ولادته وأنها في سنة تسعين ومائة.

 

ولا شك أن الأرجح في ذلك ما ذكره هو عن نفسه ومدة عمره على هذا أربع وستون سنة، وروي أنه عند وفاته اجتمع عنده عدد من العلماء الرازيين، فأرادوا تلقينه فاستحيوا منه، فرأوا أن يتذاكروا في حديث التلقين، فشرع أحدهم بإسناد حديث ثم وقف أثناءه فقال أبو زرعة حدثنا بندار وساق إسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله” وتوفي إلي رحمة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى