مقال

فشل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة فى الترويج لأجندتهم داخل الصين

فشل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة فى الترويج لأجندتهم داخل الصين

فشل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة فى الترويج لأجندتهم داخل الصين  

 

تحليل

للدكتورة/ نادية حلمى

 

أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف- الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية

 

فشلت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة فى الترويج لأجندتهم داخل الصين بإستخدام الشعارات المتاجرة بقضايا المسلمين فى إقليم شينجيانغ الصينى

 

إن المتاجرة بقضايا المسلمين هى أحد سمات التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة، وهو ما أدركته وتدركه الصين جيداً، حيث بلغ الغضب الصينى حده الأقصى فى مواجهة الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة، على إثر إستفزاز المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة الإرهابية لبكين، على إثر دعوتهم لمؤتمر إحتضنته مدينة إسطنبول فى تركيا فى شهر يونيو ٢٠٢٢، نظمته جماعة الإخوان المسلمين المحظورة الإرهابية، تحت شعار: “نصرة قضية تركستان الشرقية”، وإعتبرته جماعة الإخوان الإرهابية بمثابة “نقطة إنطلاق جديدة للتعريف الشامل بقضية تركستان الشرقية”، والمعروفة إعلامياً بـ (مسلمى الأويغور) إنطلاقاً من المسؤولية الإسلامية والإنسانية والقانونية للإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة فى مواجهة الصينيين. وهو ما أثار حفيظة وتحفظ الصين فى مواجهة أى تحركات إخوانية إرهابية فى مواجهتها، لذا جاء الرفض الصينى التام لأى محاولات من جانب الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة الإرهابية لإعتلاء سدة الحكم فى أى دولة عربية أو حول العالم نظراً لتدخلهم الدائم فى شؤون الصين والغير.

 

وجاء تحليل خبراء وأساتذة الإسلام السياسى الصينيين لمؤتمر الإخوان المحظورة لنصرة إخوانهم – وفق إدعائهم فى إقليم شينجيانغ الصينى – بتحليل ذلك، بأنه نتيجة منطقية وطبيعية لعجز الجماعة الإخوانية المحظورة عن إيجاد موطئ قدم لها، خاصةً بعد إنكشاف كذب شعاراتها وإدعاءاتها عربياً وعالمياً، لذا حاولت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المحظورة باللعب على متغير آخر جديد فى مواجهة الصينيين، يتمثل فى إنتقال ونقل الصراع والإشتباك والمواجهة بينهم وبين دول الخليج ومصر والمنطقة العربية والأفريقية، إلى المستوى الدولى فى مواجهة الصين بالأساس، ونقل هذا الصراع من وجهة نظر الصينيين من قبل جماعة الإخوان المحظورة إلى مناطق بعيدة عن العالم العربى، في إطار الإشتباك الصينى الأمريكى على الزعامة العالمية، لذا قفز زعماء الجماعة الإخوانية المحظورة لتبني نصرة المسلمين في تركستان الشرقية، بهدف نصرة الولايات المتحدة الأمريكية بالأساس فى صراعها ضد الصين وليس نصرة حقيقية لقضايا الإسلام والمسلمين، وإلا كان الأولى بهم نصرة قضية غزة وفلسطين فى محيطهم الأقرب.

 

وهذا المؤتمر الإخوانى لنصرة مسلمى إقليم شينجيانغ الصينى، يؤكد من وجهة نظر الصينيين مدى عجز الجماعة الإخوانية المحظورة عن تطوير مفراداتها، وعودة اللعب على شعار “الإسلام في خطر”، على أمل إستعادة أي دور لها، بعد أن ألقيت فى “مزبلة التاريخ” وفق التعبير الدقيق للصينيين.

 

كما كشفت عدة كشفت وثائق سرية صينية، أن بريطانيا قد إستغلت شعبية وتأثير جماعة الإخوان المسلمين المحظورة الإرهابية لشن حروب نفسية ودعائية سرية على أعدائها فى كل مكان، سواء فى المنطقة العربية أو خارجها، من أمثال، الزعيم المصرى الراحل جمال عبد الناصر فى مصر، والرئيس السيسى فى الوقت الحالى على رأس قائمة مستهدفيها، فضلاً عن كره ومحاربة جماعة الإخوان المحظورة الإرهابية لكافة القادة والزعماء الصينيين كماوتسى تونغ، دينغ شياو بينغ، جيانغ زيمين، والرئيس الصينى الحالى الرفيق “شى جين بينغ”، وهو ما إعتبرته الصين وخبراؤها بمثابة إستخدام لجماعة الإخوان المحظورة فى مواجهتها، كجزء من “حملة نفسية بريطانية أمريكية” فى مواجهتها.

 

ومن هنا، راقبت الصين جيداً وخبراؤها ومراكزها الفكرية المعنية بقضايا الإسلام السياسى جميع تحركات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة فى مصر والمنطقة، وكنت أحد الباحثين والخبراء المقربين للصينيين حينئذ لدراسة كيفية التخلص بشكل تام من خطر إرهاب جماعة الإخوان المحظورة فى مصر، بالنظر لإمتدادتها وعلاقاتها وتشابكاتها الوثيقة بالإرهابيين فى حركة تركستان الشرقية المحظورة فى إقليم شينجيانغ الصينى ذات الطبيعة الإنفصالية. حيث تصنف الصين وقيادات الحزب الشيوعى الحاكم فى مصر فى الوقت الحالى جماعة الإخوان المسلمين، بصفتها “إرهابية”، وترفع الشعارات المتاجرة بقضايا المسلمين حول العالم، وإعادة تقديم نفسها لمن يدفع أكثر، لتوظيف أذرعها في خدمة أطراف الصراعات الدولية كالصراع بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وذلك بعد الفشل الذريع الذى منى به مشروعها لتقسيم المنطقة العربية وفصل إقليم شينجيانغ عن الصين.

 

وتتخوف الصين من صلات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بالجماعات الإرهابية والمسلحة دولياً وبالأخص متمردى إقليم شينجيانغ الصينى من حركة تركستان الشرقية الإنفصالية المحظورة، لرغبة الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة فى نقل الهيمنة العالمية الحالية – بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول غربية أخرى – إلى مختلف دول العالم، مما يعني أنهم يرغبون في تحويل دفة الصراع الدولى إلى كافة الدول التى لديها خلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية كالصين وروسيا بالأساس، بإستخدام ورقة وضغط الجماعات الإخوانية الإرهابية المحظورة دولياً.

 

كما يحلل خبراء الإسلام السياسى فى الصين، بأن الهدف النهائي لجماعة الإخوان المسلمين، الذى إعتمدته منذ أيام مؤسسها “حسن البنا”، هو دعم الجهاد ضد غير المسلمين بإشاعة الفوضى والإضطراب دولياً، بالنظر لإمتلاك الجماعة الإخوانية الإرهابية شبكة دعاية دولية واسعة، أنتجت من خلالها العديد من القادة المتشددين في جميع أنحاء العالم، مثل: عبد الله يوسف عزام، أحد أتباع البنا، الذي أشعل في عام ١٩٨٤ فتيل تدفق المقاتلين الأجانب الإسلامويين المتطرفين الرئيسيين لمحاربة الإحتلال السوفييتى لأفغانستان. وبحلول الوقت الذي قتل فيه عزام في عام ١٩٨٩، كان قد تتلمذ على يديه “أسامة بن لادن”، مؤسس تنظيم القاعدة. وقد إعترف “بن لادن” فى وقت لاحق، بأن أفكار الإخوان كانت أساسية فى تشكيل أيديولوجيته المتطرفة نحو العالم.

 

ومن هنا، جاء الترحيب الصينى الكامل بالرئيس المصرى “عبد الفتاح السيسى”، والذى يحظى بشعبية ومكانة جماهيرية وشعبية كبيرة فى الصين، وبالأخص لدى قيادات الحزب الشيوعى الحاكم، بالنظر لنجاحه فى التخلص من خطر جماعة الإخوان المحظورة فى مواجهة مصر والمنطقة والصين، لذا إعتبر الصينيين أن (ثورة ٣٠ يونيو) كانت بمثابة درساً في الارادة الشعبية والجماهيرية المصرية، إن ثورة ٣٠ يونيو تعد نموذجاً فريداً فى تاريخ الثورات الشعبية فى العالم، فلقد أثبتت ثورة ٣٠ يونيو للعالم كله أن الشعب المصرى لا يقهر، ولديه كل المقومات والإمكانات لمواجهة أى مخاطر أو مؤامرات تواجه الدولة المصرية فى الداخل والخارج، خاصةً مع ملاحظة وجود إتجاه قوى ومخطط شرير لدى جماعة الإخوان الإرهابية نحو تغيير هوية مصر الثقافية والعمل على إرتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءاً مما لاحظه خبراء قضايا الإسلام السياسى فى الصين – والذين درست بالفعل معهم كافة سلبيات وخطورة تأثير جماعة الإخوان المسلمين المحظورة داخلياً وعلى أمن مصر والمنطقة – من منع المنتمين لجماعة الإخوان المحظورة لعروض الباليه بدار الأوبرا المصرية، إلى إقصاء قيادات مستنيرة فى قطاعات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة المحظورة الداعمة للحكم. وتبقى خطورة ما حدث لدى الصينيين، هو محاولة الجماعة المحظورة بقيادة “محمد مرسى” نشر الفكر الإرهابى والتكفيرى الرجعى، والذى تمثل فى الإفراج عن سجناء جهاديين من ذوى الفكر المتطرف المعلوم لكافة الأجهزة الأمنية والإستخباراتية، ممن إستوطنوا أرض سيناء وسعوا لتكوين إمارة إسلامية إرهابية متطرفة، وغض جماعة الإخوان المحظورة البصر عن أنفاق التهريب مع قطاع غزة، والتى حظيت بدعم قوى وتأييد من “محمد مرسى” بصفته ممثل عن طيف واحد فقط هو جماعته المحظورة وعدم تعبيره عن كل أبناء مصر.

 

فثورة ٣٠ يونيو تعبير جلى – من وجهة نظر الصينيين – عن إرادة الشعب وإستجابة مؤسسات دولته وقواتها المسلحة له، وهو ما يعد بمثابة مشهد تاريخى لن يمحى أبدأ من الذاكرة الوطنية، وقد مضت ثورة ٣٠ يونيو بالتوازى فى العمل على (ثلاثة مسارات أو خارطة طرق) وفق ما أعلنه وقتها الفريق السيسى والقوات المسلحة المصرية بترحيب صينى كامل وقتها، تتمثل فى: التصدى لخطر الإرهاب الإخوانى والفكر الرجعى والتكفيرى، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، مع العمل على إنجاز أجندة تنموية سياسية وإقتصادية كبيرة تليق بحجم الدولة المصرية من مشروعات تنموية عملاقة وطرق جديدة جرى إفتتاحها فى عهد الرئيس السيسى بعد التخلص من خطر الإرهابيين، مع التأكيد الشعبى على رفض الحكم الفاشى الدينى لجماعة الإخوان المحظورة، ورفض الإستئثار بالسلطة. وهو ما إعتبره الخبراء الصينيين وقادة الحزب الشيوعى الحاكم فى بكين بمثابة أروع التضحيات من قبل أبناء الشعب المصرى مع الجيش والشرطة لإنقاذ دولتهم من مصير مجهول ومظلم على يد الإرهابيين من جماعة الإخوان المحظورة بما لها من إمتدادات وتشابكات وتأثيرات دولية عديدة.

 

ومن هنا، فشلت جماعة الإخوان المحظورة فى الترويج لأجندتها عالمياً وداخل الأراضى الصينية ذاتها بعد خروج الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو للتصدى لخطر أخونة مؤسسات الدولة المصرية، كما فشلت وهو الأهم من وجهة نظرى فى تدويل ملف مصر وثورتها الشعبية فى ٣٠ يونيو فى الأمم المتحدة بتحريض غربى داعم للإرهابيين لإحداث إضطرابات وفوضى فى مصر والمنطقة، وتصدت دولة الصين – بإعتبارها محور تخصصى وإهتمامى الأساسى – فى منع تدويل ملف مصر وثورة ٣٠ يونيو فى الأمم المتحدة والمحافل الدولية. كما أوضحت العناوين الرئيسية فى الصحافة الصينية والعالمية مدى فشل الزيارات المتعددة للمعزول محمد مرسى شرقاً وغرباً، مؤكدة تراجع علاقات مصر خلال عهد جماعة الإخوان المحظورة بالعديد من الدول حول العالم التى لا تقبل بصعود تيارات الإسلام السياسى، خاصةً فى العالم العربي بسبب حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وفشل أيضاً حكم الإخوان المحظورة فى إدارة ملفات الدولة المصرية وحل مشاكلها المتراكمة، وعلى رأسها عدم قدرة جماعة الإخوان المحظورة فى إدارة الحوار مع القوى السياسية المختلفة وفضيحة بثه على الهواء مباشرةً، وهو الأمر الذى أدى لتوتر العلاقات مع الجانب الأثيوبى وأجهض أسس الحوار السياسى معه، ومازلنا نجنى نتائجه حتى الآن.

 

كما جاء تأكيد مراكز الفكر الصينية، بالإحتفاء بمدى نجاح القوات المسلحة المصرية بقيادة الرئيس “السيسى” فى وقف خطر عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود الغربية لمصر عبر إحكام السيطرة عليها ومنع تسلل الجماعات الإرهابية، إضافةً لنجاح الجيش المصرى فى عمليات السيطرة على كامل الحدود والسواحل المصرية، وهو الأمر الذى أربك حسابات الغرب وأفشل جميع مخططاتهم التى كانوا ينوون تنفيذها عبر جماعة الإخوان المحظورة ورئيسها المعزول محمد مرسى، لإرباك حسابات الصين مع الولايات المتحدة الأمريكية والعالم، لذا جاء تأكيد الصين وروسيا والعالم بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو فى مصر، بحدوث نقلة نوعية للقوات المسلحة المصرية فى مختلف الأسلحة والمجالات وفقاً لرؤية الخبراء الإستراتيجيون الصينيين. فضلاً عن تنويع مصادر العلاقات المصرية بين الشرق والغرب وتنويع مصادر تسليح الجيش المصرى، وهذا ما فشلت جماعة الإخوان المحظورة فى إدارته.

 

وتبقى أخيراً الرؤية الصينية لثورة ٣٠ يونيو بعد عشر سنوات، بأنها قد قضت على كل الخونة والمتآمرين والمتربصين والموهومين فى مصر والمنطقة، بحماية الجيش المصرى وقواته المسلحة. فلقد رسخت جماعة الإخوان المحظورة على مدار عام من وجودها فى السلطة حالة من الإستقطاب الحاد بين أبناء ونسيج الوطن الواحد، وشهدت مصر خلال عام من حكم جماعة الإخوان الإرهابية فوضى طائفية بتحريض من المعزول محمد مرسى وجماعته كحادث قتل الشيعة بالجيزة، وإضطهاد الأقباط وإقتحام أماكن عبادتهم. وتم تقسيم المجتمع المصرى حينئذ بين مؤيد للمشروع الإسلامى الذي تمثله الجماعة المحظورة بدون تقديم دليل واحد علي هذا المشروع، وبين مناهض له. وهو ما تسبب فى إشتعال التناحر والعراك بين التأييد والرفض، مع محاولات مكتب إرشاد الجماعة المحظورة على الإسراع قدماً فى أخونة مؤسسات الدولة ونشر الفكر الإخوانى على نطاق واسع فى البلاد بل وفى أنحاء واسعة بين الأقليات المسلمة فى الصين والعالم، مع حرمان قطاعات واسعة من أبناء الشعب المصرى من تبوأ الأماكن أو المناصب التى تليق به لصالح أفراد الجماعة المحظورة. وهو ما أثبت فشل المشروع الإخوانى الإرهابى من وجهة نظر صينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى