القصة والأدب

الف ليلة وليلة

جريدة الاضواء

الف ليلة وليلة

بقلم الكاتبة سلوى عبد الكريم

‏بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أنه فى قديم الزمان كان فيه أميرة جميلة تسمى ورد شان حبها أمير مغرور يسمى قمر الزمان طلب الزواج منها بغرورٍ تام

فقررت الأميرة ورد شان أن تروض الأمير المغرور قمر الزمان ليتخلى عن غروره التام

فقالت له أتطيق مهرى يا أميري قال بالطبع نعم قالت حسناً سنرى مهرى يا أميرى هو انتظارك ألف ليلة قبل الزفاف أروى لك كل ليلة حكاية تنتهى عندما يصيح الديك للصباح وأعدك فى أخر ليلة ستكون ليلة زفافنا السعيد

قال فلنبدئ الليلة أميرتي الجميلة
قالت الأميرة أعيرني سمعك يا أميرى سأروى لك أول حكاية من حكايات الف ليلة وليلة

كان ياما كان فى سالف العصر والزمان كان فى ملك يسمى شهريار وفتاة جميلة تسمى شهرزاد كان الملك شهريار كل ليلة يقيم عُرس له بفتاه من فتيات المدينة ثم يأمر بقتلها عندما يشرق نور الصباح

وذات ليلة ووزيره الأكبر حائر فى البحث عن فتاة تلك الليلة فلم يتبقى من فتيات المدينة غير أبنته الصغرى دينارذاد وأبنته الكبرى شهرزاد وكانت أجمل فتيات المدينة

فأتت شهرزاد إلى والدها وفاجئته برغبتها أن يرسلها إلى القصر لتتزوج الملك شهريار كى تحمى نفسها وباقي بنات المدينة الاتي فى عمر الظهور من ذاك المصير المحتوم البائس

وبعد جدال بينهم لم يجد الوزير بداً سوى أن يرسلها وتتزوج الملك وأخبرت شهرزاد أختها دينارذاد

أنها سوف تصنع حيلة وهى أن تبكى عندما يخلو بها الملك وعندما يسألها الملك عن سبب بكائها تخبره بأن لها أخت تريد أن تودعها فيأمر الملك بمجيئك إليا

وعندما تأتى ونحن جالسون عليكِ أن تقولي لى أختاه إن لم يغالبك النوم فالتروى لنا روايا من رواياتك الممتعه

وقد كان وبالفعل حدث ووافق الملك على طلبها وأمر بإحضار دينارذاد وطلبت من شهرزاد أن تروى لهم رواية ،
فقالت شهرزاد إن أذن لي مولاي بذلك فقال شهريار أحكي يا شهرزاد

فالتقتت شهرزاد أنفاسها المتصارعة وشعرت بالطمأنينة أنها نجحت فى أول خطوة من خطتها لجذب انتباه شهريار وإتاحة لها فرصة القصص المنجية لها

وبدئت شهرزاد تستهل القصص فى سرد أول رواية من روايات ألف ليلة وليلة وهى رواية الصياد والجني

قالت شهرزاد بشكل شيق ومثير

بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد

أنه كان هناك صياد يسير فى الطريق لجلب رزقه ورزق أولاده وفى يديه بعض حبات التمر يأكل منها ويلقي النواة طرحاً دون أن يبالي ولا يرى ذاك الجني الذى اغرقه البكاء على أبنه الذى قُتل جراء فعل الصياد

وبينما كان شهريار غارقاً فى حالة من الإستمتاع والشغف لروايتها وطريقة سردها للقصة الممتعة وفى وسط الروايا عندما همَ الجني بقتل الصياد لأن الصياد قتل أبنه دون قصد وهو يرمى نواة التمر من حوله فصتدمت احدهم بأبن الجن الصغير وقتلته فثار غضب الجنى وظهر نفسه للصياد وعزم على قتله
فانهار الصياد من الخوف وبينما كان الصياد يترجى الجنى أن يمهله بعض الوقت ليودع أهله ويلقي عليهم نظرته الأخيرة

حين ذاك صاح ديك الصباح فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
وانتظر شهريار فى شغف واشتياق مساء الغد لتكمل شهرزاد الروايا

وامهلها شهريار يوماً بعد يوم لتروى له قصصها الممتعة وهكذا ظل يستمتع بسماع حكايه بعد أخرى فى شغف واشتياق وإثارة فأدمن حكاياتها كل ليله وظلت تحكى شهرزاد وتروى حكايات الف ليلة وليلة حتى حبها شهريار و تعلق بها وتم العفو عنها وتوجها ملكه على عرش ملكه وعاشت شهرزاد وشهريار فى تبات ونبات وحكت لنا أجمل الحكايات ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى