غير مصنف

الخضر وعلوم السماء

جريدة الأضواء

بقلم د : مها العطار

قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟ 

قال موسى مندفعا: لا.. 

وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟ 

أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك .. إذهب لتتعلم منه !! 

قصد موسى بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة وهدفه من رحلته إستكمال علمه !! إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب .. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي .. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى ، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة .. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد. 

ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا .. ثم يوافق على صحبته بشرط .. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه. 

والخضر هو الصمت المبهم ذاته ، إنه لا يتحدث ، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة .. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث .. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته ، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما. 

وهنا أدرك موسى أن هناك من يفوقه علم .. وكان إدراكة عن تجربة مر بها بنفسه .. ويجب على العبد أن لا يتكبر بما أتاه الله من فضله ونعمته ..

أنظر إلى تصرفات الخضر العجيبة !! كانت كلها شر لقد دمر السفينة وقتل الصبى وبنى جدار عند قوم ظالمين !!ولكن كانت النتيجة خير .. والخير فى رحمة الله بعباده الصالحين .. نتيجة إبتلاء الظاهر هو خير فى الباطن .. إن الله ينزل مع قدره الرحمة .. لا تشتكى من إبتلاء الله هناك رحمة تخصك فى الباطن .. إنتظر رحمة ربك من أى إبتلاء .. ولا تتكبر فى ما علمك به الله .. وإعلم أن فوق كل ذى علم عليم .. الحديث يطول تعالو معي صوت وصورة عن علاقة علم الطاقة بالدين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى