غير مصنف

الدكروري يكتب عن ابدأ بنفسك فجاهدها

جريدة الأضواء

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ينبغي علي المسلم أن يسعي دائما في الخير وإلي الخير، فروي عن عبد السلام بن حرب قال سمعت مالك بن دينار يقول لنفسه إني والله ما أريد بك إلا الخير، مرتين وقال محمد ابن الحنفية إن الله جعل الجنة بمثابة لأنفسكم فلا تبيعوها بغيرها، وعن حنان بن خارجة قال، قلت لعبد الله بن عمرو كيف تقول في الجهاد والغزو ؟ قال ابدأ بنفسك فجاهدها وابدأ بنفسك فاغزها فإنك إن قتلت فارا بعثك الله فارا وإن قتلت مرائيا بعثك الله مرائيا وإن قتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا، وإنه لا مكان لمخرّب بين شعب يقظ يدرك معنى البناء، ويقف حارسا أمينا، ساهرا مخلصا، ولكن لا خوف على هذه الامه لانها امة عمل لا كسل وامة بناء وتعمير لا هدم وتخريب وامة حضارة لا امة تخلف. 

وامة قوية تعرف كيف تجتث الفساد من جذوره، فإنها بفضل الله وبمشيئته لن تسقط بلد دعا لها نبى، وسكن فيها نبى، ومشى على ارضها نبى، واوصى على اهلها نبى، وتجلى على ارضها رب كل نبى، فاتقوا الله، واعتصموا بحبل الله جميعا، وكونوا يدا واحدة على كل مجرم أثيم، يريد أن يزعزع أمنكم واستقراركم، ويعبث بمنجزاتكم، وينشر الفوضى في مجتمعكم، فقال الله تعالى ” ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما” وعن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ” رواه البخارى، وهكذا فإن نظام هذه الحياة، يتطلب السعي والعمل، فجميع المخلوقات من حولنا تسعى بجد. 

وتعمل بنشاط، فكان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعرا بشعار الجد والنشاط، طارحا القعود والكسل وراءه ظهريا، حتى يقوم بما فرضته عليه طبيعة الإنسانية، وهي سنة الله في خلقه، وبما أوحت إليه القوانين الشرعية، والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلا على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له، وهناك تتبادل المنافع، وتدور رحى الأعمال، ويتم النظام على الوجه الأكمل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده” رواه البخاري، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل” رواه البخاري.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما “كان آدم عليه السلام حراثا، ونوح نجارا، وإدريس خياطا، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجرا، وداود حدادا، وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام، وعمل صلى الله عليه وسلم أيضا في التجارة فخرج إلى الشام في تجارة عمه وزوجه خديجة رضي الله عنها” وقد قال لقمان الحكيم لابنه يوما “يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى