غير مصنف

وداعا” فلسطين

جريدة الأضواء

وداعا” فلسطين 

بقلم / يوسف المقوسي 

 الكلام ليس مجدياً. النقد لا ينفع. الذم يشبه المدح. الشتائم دون جواب. التظاهر لا يخصهم. طبقة متحكمة بصلافة.

تعرف أنها مرتكبة للكبائر والعظائم والفضائح والنهب والتزوير والعمالة والحقارات كلها. ولكنها تكاد تتباهى بالارتكاب. لم تخض معركة براءتها ولا مرة، مع سابق معرفتها، أن القضاء لها وليس عليها. وأن الاجهزة طوع جرائمها… طبقة طوباوية، لا يأتيها لوم أو تأنيب من أي جهة. وحدها التماسيح تفاخر، لأن جلدها السياسي أسمك من جلودهم…

كل هذا بات معروفاً لسنا متوهمين ولا مراهنين. نعرف أن إقامتهم في السلطة ليست في خطر. كل واحد منهم محروس بأتباع من الأغنام وكلاب الحراسة، المطوَّبة من تنظيمها على أسماء زعمائها… ولسنا مغشوشين بقوتنا أبداً.. ما زلنا نتمرن على التظاهر في الشارع فقط. قبضاتنا ليست قوية كفاية. أظافرنا مسنونة جيداً، كل ما نجيده أن نتف عليكم ما في فمنا من غضب ومرارة… إننا على يقين تام، أنكم أصحاب معجزات: استطعتم تحويل فلسطين إلى مستعمرة تنظيمية متعددة الانتماءات والمرجعيات وجعلتم من أتباعكم كلاباً تعوي وتحامي وتدافع وأحياناً تعض.

لسنا مغشوشين أبداً. لذا نمتنع عن السفاهة، مع أنها تليق بكم، ويمكن تعليقها حلقاً في آذانكم. ولو كان لكم قلوباً، لكنا تورعنا عن ذلك. ودليلنا الصارخ، التجربة الجزائرية الصارخة.

غريب. لم نسمع أحداً يشتم ثم يقف متباهياً بأنه يصفح عن ذلك وأكثر. لقد أداراهم الرئيس الجزائري وجمعهم حول طاولة في أحد قصور الجزائر. تلا عليهم إملاءاته. نجحوا في الإصغاء. ملاحظاتهم كانت خجولة. طلب منهم أن يتقيدوا ببرنامج إنقاذ، وأن يؤلفوا حكومة في مدى أسبوعين… لم يعترض أحد. كانوا كأنهم خدم سياسيون على مائدة السياسة الجزائرية .

كعادتهم. كذبوا على بوريطة رئيس الجزائر. خافوا , سارعوا إلى التمسك بمكتسباتهم الآثمة. أفشلوا برنامج بوريطه… وها هو فلسطين يتهاوى من هاوية الى أعمق منها، ومن عتمة كالحة إلى ظلمة دامسة.

غضب الراعي الجزائري كثيراً. خرج عن طوره. ظنهم نعاجاً مطبعة، فإذ به يكتشف أنهم ثعالب مدربة على الكذب. خرج بوريطه عن طوره كراع لقطيع. شتمهم بالفم الملآن: قال عنهم بأنهم خونة وهي أفظع شتيمة ممكن أن تكال لسياسي. توقعنا إنتفاضة كرد فعل، في الحد الأدنى. عبث. بلعوها وخرجوا يطمئنون من أهانهم بأنهم متمسكون به وبالمبادرة وبالخطة وبالبرنامج…

منافقون وأتباع وأذناب. يا عيب. الأذلاء مارسوا المدائح الكاذبة. إنهم مع بوريطه قولاً، وضده فعلاً

ماذا يمكن أن يُقال أكثر من ذلك؟

عبث أنهم ساهرون جداً على التفليسة الفلسطينية. إنما، ما هو حقيقي من اليوم فصاعداً، أن فلسطينهم انتهى. إنهم أعجز من تأليف حكومة، من إجراء إصلاحات شحيحة، من وقف النزف. من تأليف حكومة بعد ثلاثة أفشال متتالية… الحقيقي أن فلسطينهم مات خنقاً بالحبل التنظيمي، وبالصكوك المالية المسروقة، وبالتبعية المبرمة لدول بالتطبيع فوق عظام كيان مكسور .

أيها الفلسطينيون الحزبيون فقط. إنكم تستحقون هذه العقوبة. قبلتم أن تكونوا ممسحة لأرجل قادتكم المهانين والمتهمين بالخيانة .

أما بعد.. فوداعاً فلسطين , سنتسول الدواء ورغيف الخبز ونموت على الطرقات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى