غير مصنف

الدكروري يكتب عن عليكم بالإستغفار

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله تعالي قد أمرنا بالتوبة إليه والاستغفار من ذنوبنا في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى ووصف نفسه بالغفار والغفور وغافر الذنب وذي المغفرة، وأثنى على المستغفرين، ووعدهم بجزيل الثواب، وكل ذلكم يدلنا على أهمية الاستغفار وفضيلته وحاجتنا إليه، ولقد ذكر النبى الكريم صلي الله عليه وسلم دعاء سيد الاستغفار وبيّن فضله فقال سيد الاستغفار أن تقول ” اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك على، وأبوء لك بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت” ولقد جعلت الشريعة الإسلامية لمغفرة الذنوب أسباب.

ومنها هو التوبة إلى الله من الذنوب والمعاصي، وكذلك الحرص على الاستغفار والمداومة عليه، والأعمال الصالحة التي تكسب المسلم حسنات تمحى بها ذنوبه، ومن تلك الأعمال الصالحة الصلوات الخمس، والصيام، وقيام ليلة القدر، والصدقة، والحج والعمرة وغير ذلك الكثير من الأعمال الصالحة، وكذلك الدعاء للميت والصلاة عليه، وما يعمل من أعمال البر كالتصدق عنه بعد وفاته، وأيضا شفاعة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته يوم القيامة، وأيضا المصائب التي تحل بالمسلم فتغفر ذنوبه وتكفر خطاياه، ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه” 

فهذا هو رحمة الله وعفوه، فقد يغفر الله لعباده الذنوب بلا سبب، وإن من فضائل الاستغفار وثماره هو حلول البركة في الأرزاق ونمائها، وتفريج الهموم والكروب، وتحول الأحوال من الضيق إلى السعة، وهو سبب لنزول الغيث، ونماء الزرع، والزيادة في المال والولد، وكما هو شروط التوبة الصادقة من الذنوب فإن للتوبة الصادقة الصحيحة من الذنوب ثلاثة شروط أولها الإقلاع عن الذنب، والندم عليه، مع عقد العزم على عدم العودة إلى الذنب مستقبلا، فإذا تحققت تلك الشروط كانت التوبة توبة نصوحا، وقال القرظي عن التوبة النصوح أنه يجمعها أربعة أشياء، وهو استغفار باللسان، وإقلاع عن الذنب بالأبدان، وإضمار عدم العود إلى الذنب بالجنان، وهجرة سيء الإخوان. 

وإن هذا لتقرير شامل وبيان واضح أن الله تبارك وتعالى يغفر للذين اقترفوا الإثم وارتكبوا الخطايا واحتملوا الأوزار، ثم تذكروا أنهم ما قدروا الله حق قدره، وأنهم تجاوزوا حدود الله، وانتهكوا حرماته، وتحسروا على ما فرطوا في جنب الله، فمسهم الألم، وعلاهم الخجل، وحذاهم الأمل، فهرعوا إلى التوبة، وسارعوا إلى الإنابة، ولزموا الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، وتشبثوا بحسن الظن وحسن الرجاء، وفروا إلى الله، فروا من معصيته إلى طاعته، ومن غضبه وسخطه إلى رضاه وطاعته، ومن عذابه إلى رحمته ومغفرته، ومن عدله إلى عفوه، ومن بطشه ونقمته إلى لطفه وسعته، أفلا نركب قطار هؤلاء الفارين إلى الله تعالى؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى