مقال

إياكم والمهلكات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إياكم والمهلكات
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله، فاتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واحذروا أسباب سخط ربكم عز وجل فإن أجسامكم على النار لا تقوى، واعلموا أنه لا يجوز لأحد كائنا من كان الاستغناء عن شريعة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم فضلا عن مخالفتها، فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله ” من اعتقد أن في أولياء الله من لا يجب عليه اتباع المرسلين وطاعتهم فهو كافر يُستتاب، فإن تاب وإلا قتل، مثل من يعتقد أن في أمة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم من يستغني عن متابعته كما استغنى الخضر عن متابعة نبي الله موسى عليه السلام، فإن نبي الله موسى عليه السلام لم تكن دعوته عامة، بخلاف رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم فإنه مبعوث إلى كل أحد.

فيجب على كل أحد متابعة أمره، وإذا كان من اعتقد سقوط طاعته عنه كافرا فكيف من اعتقد أنه أفضل منه أو أنه يصير مثله؟ ولقد قيل أن من أقوال الحكماء “شيئان إذا عملت بهما أصبت خير الدنيا والآخرة، تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتترك ما تحب إذا كرهه الله” وقال العارفون “ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم، وانظر كل عمل كرهت الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت”؟ فكم تلهينا الدنيا وهي متاع الغرور، فتمر الأيام والأعوام سراعا بلا تفكير، وكم تفتنا بزينتها، ومتاعها في الآخرة قليل، وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون، وكل نفس مصيرها إلى الموت والفناء، وكم نتساهل بالذنوب، وهي كما قيل مهلكات تفوت على الإنسان سعادة الدنيا والآخرة.

وتحجبه عن معرفة ربه في الدنيا، وعن تقريبه في الآخرة، وفي سبيل محاسبة أنفسكم في نهاية عام وابتداء عام، تذكروا أن أشق شيء على النفوس جمعيتها على الله، وهي تناشد صاحبها أن لا يوصلها إليه، وأن يشغلها بما دونه، فإن حبس النفس على الله شديد، وأشد منه حبسها على أوامره، وحبسها عن نواهيه، فهي دائما ترضيك بالعلم دون العمل، فما أجمل الأعمار تختم بالتوبة والاستغفار، وسبيل المسلم في ذلك أن نختم كل عمل، وكل مجلس، وكل خطأ أو ذنب بالتوبة والاستغفار، ولا يزال الله يعفو ما أحدث العبد توبة وندما واستغفارا، فإن نسيت التوبة أو فاتك الاستغفار في شيء من أيام العام، فلا يفوتنك ذلك في نهاية كل عام، فالأعمال بالخواتيم، وصحائف العام لم تطوي بعد.

فأشهد ربك على توبتك، ولا تصر على صغيرة، أو تحقرن من الذنوب شيئا وإن داخلك الشيطان بتعاظم ذنبك وعدم مغفرة ربك، فاعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء، والله يغفر جميعا، فإن الله كريم يحب عبده إذا اقترب منه، ويمحو عنه زلاته، فقال الله عز وجل في الحديث القدسي”من عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن عمل سيئة فجزاؤه مثلها، أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة، ومن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا، ومن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة” فاتقوا الله، واعتبروا بما ترون وتسمعون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى