مقال

بغض أهل المعاصي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بغض أهل المعاصي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم كثيرا ما يحتمل أزواجه، ويصبر على ما قد يبدر منهن تطبيقا لقوله تعالى ” وعاشروهن بالمعروف” ويقول العقاد رحمه الله لم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هيبة النبوة سدا منيعا بينه وبين نسائه، بل أنساهن بكرم معاملته وإيناسه ورفقه أنهن يخاطبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هاشا باشا، يدخل السرور على أهله فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كنت ألعب بالبنات أي بالصور على هيئة البنات فيجيء صويحباتي، فيلعبن معي، فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم انقمعن تعني دخلن خلف الستر حياء وأدبا فكان الرسول صلى الله عليه وسلم.

يبحث عنهن ويُدخلهن عليّ ليلعبن معي، وقد كان حاله في غضبه لا يقل لطفا وصفحا عن حاله في السرور فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضبت يضع يده على منكبي، ويقول ” اللهم اغفر لها ذنبها، وأذهب عنها غيظ قلبها، وأعذها من الفتنة” وعن مالك بن مغول قال، قال عيسى ابن مريم عليه السلام ” تحببوا إلى الله عز وجل ببغض أهل المعاصي وتقربوا إليه بالتباعد منهم والتمسوا مرضاته بسخطهم قالوا يا روح الله من نجالس ؟ قال جالسوا من يذكركم الله رؤيته ومن يزد في عملكم منطقه ومن يرغبكم في الآخرة عمله” ويقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيراً من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به”

وقال عمر أيضا رضي الله عنه ” لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد مت، لولا أن أضع جبيني لله ساجدا، أو أجالس أقواما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقط طيب التمر والبسر، أو أكون في سبيل الله لأحببت أن أكون قد مت” وقال الإمام الشافعي رحمه الله ” إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة ” وقال لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه ” يا بني ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخا صادقا فإنما مثله كمثل شجرة، إن جلست في ظلها أظلتك وإن أخذت منها أطعمتك وإن لم تنفعك لم تضرك ” وقيل أنه أصاب الفقر والحاجة شيخ القراء في زمانه عاصم بن أبي إسحاق، فذهب إلى بعض إخوانه فأخبره بأمره، فرأى في وجهه الكراهة، فضاق صدره وخرج لوحده إلى الصحراء.

وصلى لله ما شاء الله تعالى، ثم وضع وجهه على الأرض، وقال ” يا مسبّب الأسباب، يا مفتَح الأبواب، ويا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك” وظل يلح على الله عز وجل بهذا الدعاء، حتى قال فوالله ما رفعت رأسي حتى سمعت وقعة بقربي، فرفعت رأسي فإذا بحدأة طرحت كيسا أحمر، فأخذت الكيس فإذا فيه ثمانون دينارا وجوهراً ملفوفا في قطنة، فبعت الجواهر بمال عظيم واشتريت منها عقارا، وحمدت الله تعالى على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى