مقال

اتدرون من المفلس

جريدة الاضواء

اتدرون من المفلس
محمود سعيد برغش

جمع النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمهم ويسألهم.
فقال لهم أتدرون من المفلس. فأجابوه بالمعروف بما يعلمه الناس
عن ابي هريره رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتدرون من المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا دِرْهَمَ له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وَقَذَفَ هذا، وأكل مال هذا، وسَفَكَ دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم طرح في النار

قال تعالى وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)

وكان سهل التستاري رحمه الله عليه يقول اداء الشكر لله تعالى انك لا تعصيه ابن نعمه انعمها عليك فان جوارحها كلها من نعمه عليك فلا تعصيه بشيء منها ولذلك امتنا الله عليهم ورزقهم نعمه التقوى التي لا توازيها الدنيا بما فيها كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله عليه يقول لا يبلغ احد مقام التقوى حتى لا يكون له فعل ولا قول يفتضح به في الدنيا والاخره وقد قال له رجل مره متى يبلغ العبد سنام التقوى فقال اذا وضع جميع ما في قلبه من الخواطر في طبق وطاف به في السوق ولم يستح من شيء فيه وقال رجل للفضيل ابن عبد رحمه الله عليه اي البلاد تحب لي ان اقيم فيه فقال ليس بينك وبين بلد النسب بل خير البلاد ما حملك ما حملك على التقوى وكانوا يخافون ربهم خوفا عظيما ويرجون ثواب هذا الخوف قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان وقال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنه هي الماوى صلى الله عليه وسلم من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزله الا ان سلعه الله غاليه الا ان سلعه الله الجنه وقال وقد قيلت الشعبي رحمه الله عليه مره افتنى ايها العالم فقال الا تقولوا لمثلي عالم فان العالم هو الذي تقطعت مفاصله من خشيه الله وكان علي بن الحسين اذا توضا اصفر وجهه فيقول له ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء فيقول اتدرون بين يدي من اريد ان اقوم وكانوا يخافون من سوء الخاتمه ويهتمون بامر الموت اهتماما عظيما فعن انس ابن مالك رضي الله عنه وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله امنا بك بما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم ان القلوب بين اصابعين من اصابع الله يقلبها كيف يشاء وقال صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيصبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وكان ابو هريره رضي الله عنه اذا راى احد يحمل جنازه يقول لها امضي الى ربك فان على اثائك ماضون وكان مكحول الدمشقي يقول اذا راى جنازه اقضوا فان رائحون موعظه بليغه قليله غفله شنيعه يذهب الاول والاخر ولا يعتبر وكان ثابت يقول كنا نشهد الجنائز فلا نرى الا متلفعه باكيا وذلك لانهم كانوا يتذكرون جنازه انفسهم فلا يبكون على الميت ولكن على انفسهم فجديرهم بمن موت مسروعه والقبر مضجعه والدود انيسه ومنكر ونكير جليسه والقبر مكره وبطل الارض ما استقره والقيامه موعده والجنه او النار الا يقول له فكر الا في ذلك ولا استعداد الا له قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه الا تخافوا ولا تحزنوا قال بعض السلف انما تقول الملائكه ذلك لمن طال خوفه من الله عز وجل وحزنه مما فرط منه اما من لم يخف الله عز وجل لم يحزن على ما فاته من الخايف لا يقال له شيئا من ذلك اخي الكريم اختي الفاضله كانت تلك بعض احوال رضي الله عنه مال الاستعداد اللقاء الله بالطاعه والحب والخوف والرجاء ومحاسبه النفس فتركي يا مؤهلات النجاح في ذلك اليوم الذي يصيب له الولدان نسال الله تعالى ان يتغمدنا بعفوه ومغفره رحمته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى