مقال

الاستعداد ليوم الرحيل

جريدة الاضواء

الاستعداد ليوم الرحيل
محمود سعيد برغش
الاستعاد ليوم الرحيل هو اليوم الاخر وهي ان تستعد لاخرتك ان تستعد لموتك اتستعد بسؤال الملكين ان تستعد لقاء ربك فالدنيا ليس الا اختبار ان الله سبحانه وتعالى مثل الطالب يذاكر طوال العام وعندما ياتي الامتحان وتضع امامه ورقه الاسئله فانه اذا اخلص في مذاكرته كان من المتفوقين واما اذا كان من اللاعبين فكان من الخاسرين فاعمل ذلك اليوم واستعد ليوم الرحيل خذ زادك من عملك الصالح فان عملك هو الباقي وابنائك واموالك فهم ذاهبون الى اخرين فان ابنائك سوف يتمتعون باموالك وان الدنيا ليست الا متاع الغروب
يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله عليه يجب على من لا يدري متى يبغته الموت ان يكون مستعدا ولا يقتر بالشباب ولا الصحه فان اقل من يموت الاشياخ واكثر من يموت الشبان ولهذا ينذر من يقبر في الحذر الحذر من المعاصي فان عواقبها سيئه فكم من معصيه لا يزال صاحبها في هبوط ابدا من تعثير اقدامه وشده فقر وحصراته على ما يفوته من الدنيا ولقد قال صلى الله عليه وسلم اختنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك
وصحتك قبل سقمك وفراغ قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك وقال عمر الفاروق رضي الله عنه وارضاه حاسبه انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم وتجهزوا للعرض على الله. يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18) سورة الحاقه.
ولذلك فان على كل مسلم ان يقف مع نفسه وقفه يحاسبها في الدنيا على كل ما فعله فعلها وعلى كل كلمه قالها فان من يحاسب نفسه في الدنيا هف عليه الحساب في الاخره
سلفنا الصالح ولا استعداد للاخره لقد ضرب سلفت الصالح المثل الاعظم في الاستعداد للاخره بالعمل الصالح بكل انواعه سواء كان من اعمال القلوب او الالسنه او الجوارح فلم يتركوا بابا من ابواب الخير الا وكانوا يتسابقون الى الدخول منهم ولم يتركوا بابا من ابواب الشر الا وكانوا يحذرون منه ومن الدخول فيه وكل ذلك انهم امتصوا لقول الحق جل وعلا. وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) سورة ال عمران
كده الاستعداد للقاء الله لا يتوقف عن بعض الكلمات التي تخرج من الافواه وليس لها رصيد من العبوديه فالقلوب بل كانت جوانحهم وجوارحهم تنقال طوعا او كرها لطاعه الله ولسان حال كل واحد منهم قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ﴾
[ طه: 84]
فتجد انهم يخلصون العمل لله لانهم قراوا قوله تعالى
أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ سورة الزمر
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه
وكان ابراهيم التيمي يقول المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته وكان الشعبي رحمه الله تعالى عليه يقول من اداب العلماء انهم اذا علموا ان ان يعملوا فاذا عملوا شغلوا بذلك عن الناس فاذا شغلوا فقدوا واذا فقدوا طلبوا واذا طلبوا هربوا خوفا على دينهم من الفتن وكانوا دائما يؤثرون ويقدمون اعمال الاخره على كل مصالحهم الدنياويه لان قلوبهم ايقنت وازعنت لقول الله جل وعلا

مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا. سورة الاسراء
فخلص في عملك واترك دنياك وليس معنى ترك الدنيا ان تلتزم بيتك او تلتزم المسجد فقط لا والله ليس هذا هو المقصود لك المقصود هو النيه خالصه لله سبحانه وتعالى اعمل لله اجعل كل خطوه تخطيها لله لا تظلم احدا لوجه الله ذهابك الي المسجد في اوقات الصلاه على الاقل لله اجعل في كل خطوه في كل كلمه في كل همسه تهمسها فيها لله حتى في دعاء الجماعه بينك وبين زوجتك حتى تكون النيه خالصه لله والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى