مقال

الحذر من الأعمال

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحذر من الأعمال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، والذي كان من فضائلة صلى الله عليه وسلم هو كثرة أسمائه الشريفة المتضمنة للأوصاف المنيفة، ولما كانت كثرة الأسماء تدل على عظم المسمى، كانت أسماء الله تعالى لا حصر لها، ولهذا أكرم الله النبي صلى عليه وسلم بكثرة الأسماء الشريفة، ومما تميزت به أسماؤه صلى الله عليه وسلم أنها تتضمن صفات جليلة، ومنها ما روي عن المطلب بن أبي وداعة قال، قال العباس رضي الله عنه “إن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه بعض ما يقول الناس.

قال فصعد المنبر” فقال صلى الله عليه وسلم ” من أنا؟ ” قالوا أنت رسول الله، قال ” أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خيرهم فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا” وروي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد” رواه مسلم، وفي رواية له صلى الله عليه وسلم قال ” ونبي التوبة، ونبي الرحمة” وروي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال ” قرأت في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم محمد رسول الله، عبدي ورسولي، سميته المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ” رواه البخاري.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد أما بعد، إن القلوب الحية تتأثر بالمواعظ القرآنية، وتوجل من النذر الربانية، وأصحابها يعظمون الله تعالى، ويقرون بنعمه عليهم، ويعترفون بتقصيرهم في حقه سبحانه وتعالى، أما القلوب الميتة التي انطمست بالشبهات، أو صدأت بالشهوات، فلا تتأثر بالمواعظ، ولا تعتبر بالآيات، ولا تخاف الوعيد، حتى يبغت العذاب أصحابها وهم في غفلتهم، ومن قرأ القرآن وجد أنه وعد ووعيد، وترغيب وترهيب، وموعظة وتذكير، قص الله تعالى فيه أحوال السابقين وما حلّ بهم من أنواع العذاب الأليم ليحذر الناس أعمالهم، ويجانبوا طريقهم، فينجوا من أسباب هلاكهم، وأن الإيمان يعصم صاحبه من ارتكاب الموبقات، ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبه، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن” كما أن المؤمن الحقيقي ينزه نفسه، عن كل ما يؤذي مشاعر الناس كالسخرية والاستهزاء وسوء الظن، ومن ثمرات الإيمان هو التأييد والنصر من الله تعالى، فالإيمان الصادق يجعل العبد في معية الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الحق سبحانه ” وأن الله مع المؤمنين” والمعية هنا تقتضي النصر والعون والتأييد، وأما معيته الخاصة فهو مع المؤمنين بنصره وتأييده كما قال لموسى وهارون عليهما السلام ” إنني معكما اسمع وأري” وهو مع المتقين، ومع المحسنين، ومع الصابرين، فمن يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى