مقال

الحاجة إلى مواساة الناس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحاجة إلى مواساة الناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك القدوس العزيز الحكيم، بيده الخير يخلق ما يشاء ويختار وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين أبدا، وعلى آله وصحبه الذين فازوا بالسبق إلى الخيرات ونصرة هذا الدين القَويم، الذي كان صلى الله عليه وسلم إذا تكلم تكلم بكلام فصل مبين، يعده العاد ليس بسريع لا يُحفظ ، ولا بكلام منقطع لا يُدركه السامع، بل هديه فيه أكمل الهدي كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها ” ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بيّن فصل يتحفظه من جلس إليه” متفق عليه.

وكان عليه الصلاة والسلام لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كره الشيء‏ عُرف في وجهه صلى الله عليه وسلم، وكما كان أخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم مع الأطفال أيضا، فروي عن انس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم” رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه” وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى ووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله وقرأ قول الحق سبحانه وتعالي كما جاء في سوة الأنفال.

” واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده اجر عظيم” نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” ومن رحمتة صلى الله عليه وسلم، أنه عندما قيل له صلى الله عليه وسلم ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم “إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم “اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين سببته أو لعنته، فاجعلها له زكاة و أجرا” رواه مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإن في هذا الزمان تشتد الحاجة إلى مواساة الناس والتخفيف عنهم وتطييب خاطرهم لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظرا لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، وفساد ذمم الناس واختلاف نواياهم.

ففي مجتمعاتنا ترى أن هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة، وهذه أرملة، وذاك مسكين، وهذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وذاك لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجا، وذاك مريض والآخر مبتلى والهموم كثيرة، وإن السلام هو أساس استقرار الأمم وركيزة عامة من ركائز الدول التي تسعى للتقدم والرقي في جميع مجالات التنمية، أما الحروب هي الدمار والخراب وتتسبب في تأخر الدول وتخلفها، والسلام ليس مجرد كلمة عابرة، بل هو أساس من أساسيات أمن واستقرار الدول، وركيزة مهمة تستند عليها حياة الشعوب، فبلا سلام لا توجد حياة مستقرة، وبدون وجود السلام تنعدم أسباب الرخاء فقال الله تعالى ” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى