خواطر وأشعار

مازلتُ انتظر

جريدة الاضواء

مازلتُ انتظر

أيتها القابعةُ خلفَ جدرانِ بيتكِ العتيق ..
أما آنَ لكِ إزالةُ الستائرِ و فتحَ النوافذِ
لتعرفي بأني منتظرٌ على قارعةِ الطريق ..
أما آنَ لعزلتكِ أنْ تنتهي
كمْ منْ مرةٍ حاولتُ التواصلَ معكِ ..
كمْ منْ مرةٍ قرعتُ بابَ داركِ ..
كمْ منْ مرةٍ كتبتُ لكِ رسائلُ عشقٍ ..
كمْ منْ مرةٍ صرختُ بأسمكِ ..
أشتقتُ إليكِ و الشوقُ اتعبني
ألمْ أكنْ لكِ الصاحبَ و الحبيبُ و الصديقْ ..
ألمْ تعاهديني بوصالٍ أبدي
دونَ فراقٌ ..
دونَ ألمٍ ..
دونَ حزنٍ ..
دونَ آهاتٍ تحرقُ أنفاسي و تحبسُ الشهيقْ ..
كلَّ يومٍ أطرقُ بابكِ منذُ سنينْ
كلَّ يومٍ أناديكِ منذُ سنينْ
كلهمْ يكذبونْ كلهمْ يفترونْ
قالوا بأنكِ ذهبتِ إلى العالمِ الآخرِ
عندما حملوا النعشَ على أكتافهمْ
كنتُ على يقينٍ بأنهُ فارغٌ
و إنكِ لستِ فيهِ ..
كلهمْ كانوا يكذبونْ
كلهمْ أرادوا الفراقَ لنَّا
عبثاً يحاولونْ ..
وحدي بقيتُ غيرَ مصدقٍ
و لنْ أصدقَ ما يقولونْ ..
لأنكِ عاهدتني بالبقاءِ
ألمْ تقسمي لي بأنَ قبراً واحداً سيجمعُ كلينا ..
لأنكِ لمْ تنقضي عهداً قطْ
إني مصدقٌ لكِ دونَ الآخرينْ ..
سأبقى انتظرُ إلى أنْ تفتحي النوافذَ
إلى أنْ تفتحي البابَ
إلى أنْ تردي عليَّ ..
أسألكِ بحقِ العشقِ الذي بيننا
أما آنَ لكِ أنْ تزوريني بالمنامِ
أنتظركِ لتقولي ليَّ بأنهمْ يكذبونْ
ألمْ تشتاقي لعناقي ..
ألمْ يضنيكِ الشوقُ و الهيامُ
أينَ غيرتكِ القاتلةُ
أينَ كلماتكِ المعسولةُ
أينَ قصائدكِ
أينَ تغزلكِ بيَّ ..
أما سئمتِ الصمتُ و السكونِ ..
أنا لمْ أملَّ الإنتظارَ
مازلتُ أنتظرْ
و سأبقى أنتظرْ
نعمْ .. سأبقى أنتظرْ …..!
الشاعر الدكتور جمال مصطفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى