مقال

أزمة الأخلاق وفساد الذوق العام

جريدة الاضواء

أزمة الأخلاق وفساد الذوق العام

بقلم/السيد شحاتة

بداية مما دعاني إلي هذا الموضوع ما نراة في حفلات التخرج في بعض الجامعات بمصر من رقص ومجون تحت بصر مسؤولي الجامعة وباشرافها مما أدى إلي مانسمية اليوم من فساد للذوق العام والأخلاق

التي من المفروض أن تكون الجامعة وهي دار العلم والتربية أن تنأي بنفسها عن ذلك فأصبحت هناك العديد من الراقصات ولكن بمواصفات جامعيه

فعندما نتكلم عن الذوق العام فنحن أمام اختبار حقيقي لكل منا قد يقودنا إما الي الراحة وإما الي الهاوية

إن مخالفة الذوق العام يفسد علينا الحياة الجميلة بل يؤدي إلى تشوية الصورة الجميلة والمشرفة لأي حضارة من الحضارات

فالذوق هو منهج حياة فمن يحترم الحياة لا يمكن أن يضع نفسه موضع السخرية من الآخرين

وللاسف الشديد نجد أن انهيار الاخلاق والذوق العام يتم برعاية حكومية بالجامعات والمعاهد حتي أصبحت الخريجات يتفنن في أسلوب تقديم الرقصات

ولكن لماذا لانري ذلك الإسفاف في حفلات تخرج طالبات جامعة الأزهر الشريف ؟

بل فضلا عن كل ها قد تجد حكومات ممثلة في هيئات رسمية تابعه لها تدعوا الي حفلات المجون وتدفع الملايين لراقصات ومغنيات مثليات لإقامة حفلات بها

ومن هنا نقول ليس هناك مجالا للشك في تدني منحنى القيم الجميلة في المجتمعات العربية بوجه خاص و المسلمة بوجه عام

ولا ينكر هذه الحقيقة إلا منافق ونخشى أن يتحول العيش على ظهر هذه الارض إلى جحيم

ففساد الأخلاق وانهيار الذوق العام وانحراف الشباب بل وغياب القدوة الصالحة وتلوث البيئة ومظاهر الإسراف والتبذير والحروب والنزاعات الطائفية والعرقية و الأسرية

كلها تدل دلالة قاطعة لا شك فيها على أننا مهددون بل قد نكون إلي زوال ولن ينصلح المجتمع ما لم نرجع إلى الصواب

فبين عشية وضحاها بل في غمضة عين يمكن أن يجعلك الإعلام فنانا أو بطلا أو خبيرا أو جاهلا أو أسطورة

نعم ذلك ممكن فالإعلام وسيلة للتلاعب بالعقول والمشاعر والعواطف والترويج والدعاية كما أنه وسيلة لنشر العلم والمعرفة الحقيقية

فهناك الكثيرون العاملين في مجال الإعلام يفتقدون أخلاقيات هذه المهنة الخطيرة من الشفافية والوضوح والصدق والأمانة في نقل الأخبار وتحقيق الأهداف السامية من توعية المتلقي ونشر الثقافة الإسلامية والعربية وتوضيح الحقائق وعرض الأحداث عرضا مطابقا للواقع دون تدخل فيه

ومن المؤسف أن تكون الإثارة هدفا في العمل الإعلامي ولو كان المحتوى تافها ونتيجة لهذه التجاوزات صار المتلقي العربي فاقد الثقة والمصداقية في كثير من الإعلام العربي بل أصبح كثير من الناس يثق بالإعلام الغربي أكثر من إعلام بلده

فالمبادئ الهدامة التي وفدت إلينا من الشرق والغرب وحملات التغريب التي روجت للثقافة الغربية متجاهلة صدامها مع موروث الأمة العربية الإسلامية

فعلي الدول والمجتمعات أن تسعي من أجل المحافظة علي ماتبقي من أخلاقنا وذوقنا الراقي وإلا فمع مرور الأيام ستكون الكارثة والتي سوف نكون معها بلا هويه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى