مقال

الحرص علي التثبيت والتبين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحرص علي التثبيت والتبين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم الذي زار الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص وهو مريض ملتهب الجسم، فوضع يده المباركة على صدر سعد، فوجد بردها كالثلج فشفي بإذن الله، ويقول سعد بعد سنوات طويلة والله لكأني أجد بردها الآن على صدري، وهو صلى الله عليه وسلم الذي رشّ بقية وضوئه على الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه وهو مريض فشفي بإذن الله، وحلق رأسه صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر، فأعطى شقه الأيمن أبا طلحة الأنصاري لأن صوته في الجيش كمائة فارس جائزة له، والنصف الآخر وزع على الناس، فكادوا يقتتلون عليه، فمنهم من حصل على شعرة، ومنهم من تقاسم هو وصاحبه شعرة واحدة.

ومنهم من كان يضع هذه الشعرة في الماء إذا أراد أن يشرب، وهو صلى الله عليه وسلم الذي مسح علي رأس أبي محذورة وهو صغير، فأقسم أبو محذورة لا يحلق هذا الشعر الذي مسّه كف الرسول صلى الله عليه وسلم، فبقي طيلة حياته حتى طال ودفن معه، وكان الصبيان يأتونه صلى الله عليه وسلم بآنيتهم فيضع كفه المبارك في إناء الماء واللبن، فيجدون فيه البركة والشفاء بإذن الله تعالي، فهو صلى الله عليه وسلم المبارك أينما حل وأينما ارتحل، وهو الموفق أينما سار وأقام، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد، فإنه فلو حرص كل منا على التثبت والتبين قبل إصدار الأحكام، أو قبل بث ونشر كل ما يصل إليه، لفقدت الإشاعة أثرها، ولأحجم مروجو الإشاعات عن نشرها بين الناس.

ومنها البعد عن الغيبة، بل إن الإنسان مطالب بأن يرد عن عرض أخيه حيث يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ” من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة” ومنها اجتناب اللمز، حيث يقول تعالى ” ولا تلمزوا أنفسكم” أي لا يعب بعضكم على بعض ويكون اللمز بالقول والهمز بالفعل ونهى القرآن الكريم عنهما، حيث يقول تعالى ” ويل لكل همزة لمزة ” وهم الذين يطعنون في الناس، ويعيبون فيهم ويدعونهم بما يكرهون من الأسماء والصفات، وهذا تحذير من همز ولمز الناس ووعد بهلاك شديد لمن يقع في هذا، ومنها عدم السخرية من الناس ، فالمؤمن الحق لا يسخر، فقد نهانا ديننا عن كل ما يؤذي الآخرين، فمن صفات المسلم ألا يكون مؤذيا لأحد، ولا يأتي منه إلا الخير للناس، ونفع الإنسانية.

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كل ما يؤذي المشاعر قولا أو فعلا أو إشارة، فكان صلى الله عليه وسلم يبث في الإنسان ما يرفع شأنه وفضله في أعين الناس، وهكذا فإن موضوع القيم ممتد في حياة المسلمين فلا يقوم مجتمع مسلم تقي نقي حتى تحتل فيه القيم منزلتها الرفيعة في سلوك الفرد والأمة والمجتمع، وإن من القيم هو بر الوالدين والإنفاق، والصدق، والوفاء، وإعمار الأرض، واستثمار الوقت، وإتقان العمل، والإنصاف، والشعور بالمسؤولية، وأداء الفرائض، الامتناع عن المحرمات، وإن من قيم الإسلام الخالدة هو الصبر، وحب الخير، وجهاد النفس والهوى والشهوة، ومن القيم أيضا الحياء، والعفة، والاستقامة، والفضيلة، الحجاب، وإن القيم تدفع المسلم وإن كان في ضائقة مالية، إلى إغاثة الملهوف وإطعام الجائع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى