دين ودنيا

الدكروري يكتب عن العلاقات الإنسانية في الإسلام

الدكروري يكتب عن العلاقات الإنسانية في الإسلام

الدكروري يكتب عن العلاقات الإنسانية في الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وهو الذي كان صلي الله عليه وسلم إذا جاد بلغ المدى في السخاء، وفعل ما لم تفعله الأنواء، فيعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويهب هبة من أرخص الدنيا وزهد في الحطام وعاف البقاء ورجا من الله الخلف، فيداه صلي الله عليه وسلم غمامة أينما هلّت، وكفّه مدرارا أينما وقع نفع، جاد صلي الله عليه وسلم بمهجته فعرّضها للمنايا في سبيل الله، وقدّمها لشفرات السيوف لرفع لا إله إلا الله، فما شجاعته صلي الله عليه وسلم إلا آية لجوده.

 

وما إقدامه صلي الله عليه وسلم إلا برهان على سخائه، فيعطي صلي الله عليه وسلم ما يملك في ساعة، ويهدي ما عنده في لحظة، هانت عليه الدنيا فمنح أجلاف العرب مئات الإبل، ورخصت عنده الأموال فجاد بالغنائم على مسلمي الفتح وهو القائل صلي الله عليه وسلم ” والذي نفسي بيده، لو أن لي بعدد عضاة تهامة مالا لأنفقته ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا” وما قال صلي الله عليه وسلم “لا” إلا في التشهد وما ترك “نعم” إلا عند المناهي، وسئل صلي الله عليه وسلم قميصه فخلعه وأعطاه، وجاد صلي الله عليه وسلم بقوته فعصب بطنه على حرّ الجوع وبلواه، جود حاتم للصيت والسمعة والرياء، وجود خاتم الأنبياء لمرضاة رب الأرض والسماء، فأنفق صلي الله عليه وسلم من فاقة، وأعطى صلي الله عليه وسلم من فقر.

 

وآثر صلي الله عليه وسلم من حاجة، ووصل مع العوز، وكان صلي الله عليه وسلم إذا عفا على الجاني أسره بإحسانه، فلا يعاتبه ولا يطالبه، ينسى الإساءة ويدفن الزلة ويمحو بحلمه لذنب، ويغطي بصفحه الجرم، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن العلاقات الإنسانية في الإسلام فإنه لا يقف عند حد الإشادة بهذا المبدأ فحسب، وإنما يجعل العلاقة بين الأفراد، وبين الجماعات، وبين الدول، علاقة سلام وأمان، يستوي في ذلك علاقة المسلمين بعضهم ببعض، وعلاقة المسلمين بغيرهم، وقد أنهكت الحروب والصراعات كافّة شعوب العالم، فالعالم كله اليوم يطمح إلى السلام الذي يلبي آمالهم وتطلعاتهم، ويجعلهم يعيشون حياة هانئ، وكريمة دون خوف من الحروب والدمار والخراب فهذه الأمور ترعب الكبار.

 

وتقضي على براءة الأطفال، وتهدم المباني، والحضارة، والآثار، وكان سعي شعوب العالم دءوبا جدا من أجل الوصول إلى هذه الغاية العظيمة والجليلة والتي عززتها الديانات السماوية التي دعت جميعها إلى المحبة، والرحمة، والسلام، والتآخي، وبناء المستقبل المشترك بين كافة شعوب الكرة الأرضية، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قاتله قومه ونازلوه، فآذوه وسبّوه وشتموه، وطردوه وحاربوه وجرحوه، فلما انتصر عفا وصفح، وحلم وسمح، وصاح في الدهر صيحته المشهورة وكلمته العامرة صلي الله عليه وسلم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” فكانت أنشودة أخلاقه صلي الله عليه وسلم ” إن الله أمرني أن أصل من قطعني، وأن أعفو عمن ظلمني، وأن أعطي من حرمني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى