القصة والأدب

حكاية شهد

جريدة الاضواء

حكاية شهد
الجزء الثاني
بقلم أزهار عبد الكريم

حازم حازم أنت فين …أنا هنا
حبيبتي في المكتب دخلت شهد المكتب لقيته مشغول جداً في تحضير الأوراق والملفات بتاعته وبيحطها جوه الشنطة وقفت بصيت له وقالت أنت هتنزل تاني أنا حضرت الغداء خلاص

= معلش حبيبتي عندي شغل ضروري واجتماع مهم جداً

_ايه ده طب والغداء اللي اتعمل مش هتتغدا الأول قبل ما تنزل

= اخد شنطته من على المكتب ووقف قدامها وحط ايديه تحت دقنها وقالها
معلش حبيبتي اخلاص الإجتماع واوعدك اسهرك الليلة سهره عمرك ما هتنسيها ابدأ

_ مش معقول كده أنت لسه جاي من الشغل هتنزل ثاني

= وبعدين معاك ياشهد ده شغلي وشغل مهم ما اقدرش اتأخر عن الأجتماع اكثر من كده

اخدت شهد مفتاح العربية من على المكتب وجريت وهى بتضحك وتقول له طب حصلنى بقى وخدوا مني وريني هتنزل ازاي

= آه يا مجنونه والله لاوريكي وجري وراها وهي بتلف حوالين ترابيزه السفرة وتضحك بصوت عالي وتقول آه مجنونه لكن مجنونه بيك أنت وبس

= جرى حازم وراها لكن اتكعبل على الأرض اتخضت شهد عليه وجت عليه جري راح مسكها من ايديها وقالها اديني مسكتك اهو وريني بقى هتفلتي من ايدي ازاي ضحكوا الأثنين بصوت عالي و قالت له خلاص حقى برقبتي مش هعمل كده تاني اخذ منها مفتاح العربية وقالها استني عليا لما اجي لك بالليل

ردت شهد وهى بتضحك امري لله طب ما تغبش عليا

بص لها حازم بنظره كلها حب وحنان وقال لها اجيى الاقيكى لابسه وجاهزه بلاش تأخير

ابني ماله يا شهد ؟ التفتت شهد إلى مصدر الصوت وقالت ماما وارتمت في حضنها وهي منهاره من العياط حازم تعبان قوي يا ماما

= ابني سترك يا رب إيه جرى له تعب من إيه يا شهد ، والله يا ماما مش عارفه حتى اسألي إبنك نادر ، ردت الأم عليها نادر ما قاليش حاجه غير أن حازم في المستشفى

قالت شهد وهي بتعيط بحرقه ادعي له يا ماما يخرج من العمليات بالسلامه

الأم هو من امتى في اوضه العمليات ، سلمى وهي بتعيط حوالي ساعتين الحاله خطيره

سقطت الأم على اقرب كرسي وهي تبكي ابني حبيبي يا رب
يارب خليك مع ابني واشفيه واخرجه لي بالسلامة يا رب
يا رب خليك معانا ما لناش غيرك ، حضنتها شهد وهي بتعيط لو حازم جرى له حاجه أنا هموت بعده يا ماما وانفجرت في العياط

مرت أربع ساعات كأنها أربع سنوات وحازم في غرفة العمليات إلى أن ظهر الطبيب

الحمد لله العملية نجحت والمريض بخير ودخل غرفة الافاقه وبعدين هيدخل الرعاية المركزة حوالي يومين أو ثلاثة علشان الحاله تستقر ونطمن عليه وبعدين هننقله غرفة عاديه هيقعد معانا كام يوم علشان نتابعه ونطمن عليه ،
حمد لله على السلامه مرة تانية

هتفت الأم وشهد في نفس الوقت الحمد لله الحمد لله عاوزة اشوفوا واطمن عليه يا دكتور

الدكتور..ممنوع حالياً لغاية الحالة ما تستقر وأول ما تسمح الحاله اكيد هندخلكم تطمنوا عليه ،انا موجود معاكم ومتابع الحاله ما تقلقوش، خير إن شاء الله

نادر قال لشهد يلا يا شهد خدي ماما وروحوا وأنتم على البيت وأنا هفضل هنا مع حازم في المستشفى

هزت شهد رأسها دليل على الرفض وقالت انا مش همشي من غير ما اطمن على حازم امشي انتم وسيبوني أنا هنا

ردت الأم وأنا كمان مش همشي غير لما اطمن على ابني

نادر قالهم وجودكم هنا ما لوش لازمه الزيارة ممنوعه ارجعوا البيت ارتاحوا و تعالوا في ميعاد الزيارة لما الدكتور يسمح علشان ندخل نطمن عليه..

في الوقت ده ظهر الممرضين وهم خارجين حازم من غرفة الافاقه إلى الرعاية المركزة

شهد جريت عشان تشوفه الممرض ممنوع يا مدام تقربي يا مدام لو سمحتي خلينا ندخل انتم كده هتضرو ..

الأم الحمد لله فين المصلى اللى فى المستشفى اصلي شكر لله

ردت شهد أيوه يا ماما يلا ندخل نصلي شكر لله على خروج حازم بالسلامة وأن ربنا يتم شفاه على خير ..

مرت الأيام العشرة التى قضاها حازم داخل المستشفى كأنها عشر سنوات واخيراً سمح الطبيب له بالخروج من المستشفى والذهاب إلى البيت مع ضروره المتابعة الجيدة في الفترة القادمة حتى يتم الشفاء الكامل ..

امسكت شهد يد زوجها وطبعت قبلة على جبينه وهى تقول
حمد لله على سلامتك حبيبي

رفع حازم يد شهد وقبلها وقال لها ما تخافيش قاعد على قلبك

ضحكه شهد والدموع ملية عنيها وقالت له أنت جوه قلبي ومنور حياتي كلها ،
حمد لله على السلامه يا اغلى من حياتي …

أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى