مقال

الإسلام والإحسان إلى الجوار

جريدة الاضواء

  • الدكروري يكتب عن الإسلام والإحسان إلى الجوار

    بقلم / محمـــد الدكـــروري

  • الحمد لله رب العالمين الملك الحق المبين ونصلي ونسلم ونبارك علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، الذي كان له صلي الله عليه وسلم القصص الكثيرة مع أصحابه الكرام رضوان الله تعالي عليهم أاجمعين، وكان أكبرها هو موقف الهجرة وهو من أعظم مواقف التعاون، فلما أذن الله تعالى للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بالهجرة، ذهب إلى أبي بكر الصديق، فلما أخبره، قال الصحبة يا رسول الله، فقال صلي الله عليه وسلم الصحبة يا أبا بكر، فجهّز أبو بكر راحلتين، إحداهما للنبي صلي الله عليه وسلم والأُخرى له، وكانت السيدة أسماء بنت أبي بكر هي التي تعد لهم الطعام، وعبدالله ابن أبي بكر الصديق هو الذي ينقل لهن أخبار قريش.

  • وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر سرعة الغنم وراءهما حتى لا يبقى لآثر أقدامها أثر، ولما وصلا غار ثور، دخل أبو بكر ليتقصّى ما في الغار خوفا على رسول الله، ولما كاد المشركون أن يدخلوا الغار، خاف أبو بكر الصديق، وما خوفه الشديد هذا إلا أن خشي أن يُصاب النبي صلي الله عليه وسلم بسوء، وقال له النبي صلي الله عليه وسلم ” ما ظنّك باثنين الله ثالثهما، وقال صلي الله عليه وسلم لا تخف إن الله معنا” وفي طريقهم إلى المدينة كان أبو بكر إذا تذكر طلب قريش للنبي صلي الله عليه وسلم مشى خلفه، وإذا تذكر رصدها له مشى أمامه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن تعاون الجيران فيما بينهم، والتنازل للجار عن بعض الحقوق، وهي صورة من صور الإحسان إلى الجار.

  • فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبةً في جداره” رواه البخاري ومسلم، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه “مالي أراكم عنها معرضين؟ والله لأرمينّ بها بين أكتافكم” ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمنع جاره أن يغرز خشبةً في داره، فالحديث يشير إلى تعاون الجيران فيما بينهم، والتنازل للجار عن بعض الحقوق التي تنفعه ولا تضر بالمتنازل، وأن هذا التعاون مظهر من مظاهر الأخوة الإسلامية وتكامل المجتمع المسلم، فعندما سأل هرقل أبا سفيان، فقال له بما يأمركم؟ فقال أبو سفيان “يأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء” وكان الصحابة الكرام يقومون بحق الجار حتى مع الكفار.

  • فكانوا من أحرص الناس على إكرام الجار، وإن كان غير مسلم، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما “أنه ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ قلنا لا، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه” رواه الترمذي، وإن من صور إحسان الجار إلى الجار هو تعهّده بالهدية بين الحين والآخر، فالهدية إلى الجار طريق إلى المحبة والألفة، وهي تأسِر القلب وتملك الفؤاد ولذلك جاءت الأحاديث مصرّحةً بذلك، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا أبا ذر، إذا طبختَ مرقةً، فأكثِر ماءها، وتعاهد جيرانك” رواه مسلم، وفي رواية قال أبو ذر رضي الله عنه “إن خليلي أوصاني إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى