دين ودنيا

الدكروري يكتب عن العبد ما بين ذكر الله في الرخاء والشدة

الدكروري يكتب عن العبد ما بين ذكر الله في الرخاء والشدة

الدكروري يكتب عن العبد ما بين ذكر الله في الرخاء والشدة
بقلم / محمــــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، الذي كان صلى الله عليه وسلم لا يرضى أن يحزن أحد من أصحابه في نفسه عليه، فعن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه قال لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسّم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعطي الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا أي حزنوا، إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم صلى الله عليه وسلم فقال ” يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فألفكم الله بي وكنتم عالة فأغناكم الله بي” وكلما قال شيئا صلى الله عليه وسلم قالوا الله ورسوله أمن.

قال صلى الله عليه وسلم “ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم” قال كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن، قال ” لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشِعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار، والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض” رواه البخاري، ومعني الشعار هو الثوب الذي يلي الجلد من البدن والدثار هو الثوب الذي يكون فوق الشعار، وفي رواية أحمد قال ” فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا”

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فقد قال الضحاك بن قيس اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة إن يونس عليه السلام كان يذكر الله تعالى فلما وقع في بطن الحوت فقال الله تعالى “فلولا أن كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون” وعليكم بالاستغفار فإنه سبب لتفريج الكروب وإزالة الغموم فقال تعالى “فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق محرجا ورزقه من حيث لا يحتسب” ويثول الله عز وجل “وأيوب إذ نادى ربه أين مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر فاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين”

ويقول الله جل وعلا “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم وأولئك هم المهتدون” والصبر هو أحد موجبات الجنة ولا يوفى أحد أجره بغير حساب إلا الصابر، وقال عمر بن الخطاب وجدنا خير عشينا بالصبر، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا فسررت به قال “لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به” قالت أم سلمة فحفظت ذلك منه، فلما توفي أبو سلمة استرجعت

وقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه، ثم رجعت إلى نفسي وقلت من أين لي خير من أبي سلمة فلما انقضت عدتي استأذن عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أدبغ إهابا لي فقلت يدي من القرظ وأذنت له فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت يا رسول الله ما بي إلا أن تكون لك الرغبة فيّ ولكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به وأنا امرأة دخلت في السن وأنا ذات عيال، فقال أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عزوجل منك وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل ما أصابك وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي، قالت فقد سلمت لرسول الله، فقالت أم سلمة فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى