مقال

ملامح وجه رسول الله

جريده الأضواء

الدكروري يكتب عن ملامح وجه رسول الله
بقلم / محمــــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بعث في الناس رسولا يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، أحمدك يا رب على أن اخترت الرسول الكريم ليكون نورا للعالمين، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد الذي كان ضياء للسالكين، وقدوة للناس أجمعين، الذي كان صلى الله عليه وسلم شجاعا، وهذا مما تناقلته الأخبار وسار مسير الشمس في رابعة النهار، فكان صلى الله عليه وسلم أثبت الناس قلبا، وكان كالطود لا يتزعزع ولا يتزلزل، ولا يخاف التهديد والوعيد، ولا ترهبه المواقف والأزمات، ولا تهزه الحوادث والملمات، فوّض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه، ورضي صلى الله عليه وسلم بحكمه واكتفى بنصره ووثق بوعده، فكان صلى الله عليه وسلم يخوض المعارك بنفسه ويباشر القتال بشخصه الكريم.

يعرّض روحه للمنايا ويقدّم نفسه للموت، غير هائب ولا خائف، ولم يفرّ صلى الله عليه وسلم من معركة قط، وما تراجع خطوة واحدة ساعة يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي الرؤوس ويدور كأس المنايا على النفوس، فهو صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة أقرب أصحابه من الخطر، يحتمون أحيانا وهو صلى الله عليه وسلم صامد مجاهد، لا يكترث بالعدو ولو كثر عدده، ولا يأبه بالخصم ولو قوي بأسه، بل كان يعدل الصفوف ويشجع المقاتلين ويتقدم الكتائب، وقد فر الناس يوم حنينن وما ثبت إلا هو صلى الله عليه وسلم وستة من أصحابه، ونزل عليه قول الحق سبحانه وتعالي ” فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين “.

وكان صلى الله عليه وسلم صدره بارزا للسيوف والرماح، يصرع الأبطال بين يديه ويذبح الكماة أمام ناظريه وهو باسم المحيا، طلق الوجه، ساكن النفس، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد سئلت أم المؤمنين السيده عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقالت “كان خلقه القرآن” يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه وكان صلى الله عليه وسلم لشدة حيائه لا يواجه أحدا بما يكره، بل تعرف الكراهة في وجهه وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى أو سمع ما يكرهه الله، قام فغضب لذلك، وقال فيه ولم يسكت، وتأمل في قوله تعالى كما جاء فى سورة البقرة “وما تفعلوا من خير يعلمه الله” فهي تبعث في نفس العبد راحة وفي قلبه طمأنينة، ذلك أن المحسن إلى الخلق المخلص في ذلك لا ينتظر تقديرا ولا ثناء من الخلق.

فإنه متى فعل الخير وأيقن بأن ربه يعلمه علما يثيب عليه هان عليه ما يجده من جحود نكران بعض الناس، للجميل الذى أسداه والمعروف الذى صنعه، فاعلم يا باغي الخير أن مفهوم الخير واسع وليس محصورا، فهو اسم شامل لكل ما ينتفع به المرء عاجلا أو آجلا، فكان صلى الله عليه وسلم جوادا كريما فهو أكرم من خلق الله، وأجود البرية نفسا ويدا، فكفّه غمامة بالخير، ويده غيث الجود، بل هو صلى الله عليه وسلم أسرع بالخير من الريح المرسلة، لا يعرف “لا” إلا في التشهد، ويعطي صلى الله عليه وسلم عطاء من لا يخشى الفقر لأنه بعث بمكارم الأخلاق، فهو سيد الأجواد على الإطلاق، وأعطى صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين، وأعطى صلى الله عليه وسلم كل رئيس قبيلة من العرب مائة ناقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى