مقال

الإنسان ما بين الغلاء والأزمات

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الإنسان ما بين الغلاء والأزمات
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من جميل معاملته وعشرته صلى الله عليه وسلم لأزواجه، حفظه لودهن، واعترافه بجميلهن حتى بعد وفاتهن، وكذلك حُسن معاملة أهل الزوجة والمقربين منها، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة، وإني لم أدركها، قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة” وكان صلى الله عليه وسلم يقول عنها “إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد” رواه البخاري.

فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن ما نحن فيه من غلاء وأزمات جنيناه بما كسبت أيدينا وهذه حقيقة ذكرها القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، فقال تعالى كما جاء في سورة الشوري ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” وقال الطبري ” يقول تعالى ذكره وما يصيبكم أيها الناس من مصيبة في الدنيا في أنفسكم وأهليكم وأموالكم فبما كسبت أيديكم، يقول فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله لكم بما اجترحتم من الآثام فيما بينكم وبين ربكم، ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم فلا يعاقبكم به” وكما يقول ابن كثير ” إن النقص في الثمار والزروع بسبب المعاصي ليذيقهم بعض الذي عملوا، أي يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثمرات.

اختبارا منه على صنيعهم ” لعلهم يرجعون ” أي عن المعاصي، فالناس يظلمون أنفسهم بارتكاب المعاصي والآثام، ومع ظلمهم فإن الله لا يؤاخذهم به، وقال ابن مسعود ” لو آخذ الله الخلائق بذنوب المذنبين لأصاب العذاب جميع الخلق حتى الجعلان في جحرها ولأمسك الأمطار من السماء والنبات من الأرض فمات الدواب، ولكن الله يأخذ بالعفو والفضل كما قال تعالي ” ويعفو عن كثير ” ومعني الجعلان هو حيوان كالخنفساء يكثر في المواضع الندية، وإن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدق ومنامه صدق، وكلامه كله حق وصدق وعدل.

لم يعرف الكذب في حياته جادا أو مازحا، بل حرّم الكذب وذمّ أهله ونهى عنه، وكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّ وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحله وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، فهو الصادق المصدوق، الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقا في لحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، وهو الذي يقول لما قال له أصحابه ألا أشرت لنا بعينك في قتل الأسير؟ ” ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى