مقال

الفتن الخاصة والعامة

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الفتن الخاصة والعامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من لطيف معاملته صلى الله عليه وسلم لزوجته أنه كان يشرب من موضع شربها، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كنت أشرب وأنا حائض، ثم أُناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، وأتعرق العرق، أي تأكل من العظم الذي عليه لحم، وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ” إنك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى فيّ امرأتك” رواه البخاري.

وقال ابن كثير ” وكان من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة، دائم البِشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، فهو الصادق الأمين في الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوته وإكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟ وقد حذر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من الفتن وخاصة فتنة النساء وفتنة المال، وإن فتنة المال من الفتن العظيمة التي وقع فيها المسلمون، وفتنة الجاه من الفتن الكبيرة التي أودت بكثير من أخلاق المسلمين، وهذه الفتنة التي عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنها، فقال “إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال.

ولذلك كان صلى الله عليه وسلم، لا يخشى على أصحابه الفقر، فقال صلى الله عليه وسلم “ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم تنشغلون بالدنيا وبالأموال، فتفتنون، فيصيبكم ما أصاب الأمم من قبلكم” ونحن نرى اليوم كثيرا من الناس إذا أصابته نعمة من الله كفروا، وإذا وسع الله عليهم شيئا من معيشتهم نسوه، وإذا أعطاهم الله وظيفة أو جاه تكبروا على عباد الله، ما هو السبب الذي يجعل كثير من النفوس تصاب بهذا المصيبة الكبيرة؟ أو رجل يزاد له في دخله شيء، أو يتجر تجارة، أو يكثر أمواله بوجه من الوجوه، فتخرب نفسه، ويتعالى على عباد الله، ويقطع الرحم، ويتكبر في الأرض، ويفسد فيها، ويعلو علوا كبيرا، وإن الأموال والأولاد قد تكون نعمة يسبغها الله تعالى على عبد من عباده.

حين يوفقه إلى الشكر على النعمة، والإصلاح بها في الأرض، والتوجه بها إلى الله، فإذا هو مطمئن الضمير، ساكن النفس، واثق من المصير، فكلما أنفق احتسب وشعر أنه قدم لنفسه ذخرا، وكلما أصيب في ماله أو بنيه احتسب، فإذا السكينة النفسية تغمره والأمل في الله يُسرّي عنه، وقد تكون الأموال والأولاد نقمة يصيب الله بها عبدا من عباده، لأنه يعلم من أمره الفساد والدخل، فإذا القلق على الأموال والأولاد يحوّل حياته جحيما، وإذا الحرص عليها يؤرقه ويتلف أعصابه، وإذا هو ينفق المال حين ينفقه في ما يتلفه ويعود عليه بالأذى، وإذا هو يشقى بأبنائه إذا مرضوا، ويشقى بهم إذا صحُوا، وكم من الناس يعذبون بأبنائهم لسبب من الأسباب، وهؤلاء الذين يملكون الأموال ويرزقون الأولاد، يُعجب الناس ظاهرها، وهي لهم عذاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى