مقال

المسلمين وأعظم أنواع الإعراض

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن المسلمين وأعظم أنواع الإعراض
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فاللهم صلي وسلم عليه ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون، عدد الأشجار والأحجار والأمطار وقطرات الأنهار وهديل الأطيار، يا واحد يا غفار، فليس حبه صلي الله عليه وسلم خرافات تمسيح، وصرف للألوهية من الله إلى الرسول صلي الله عليه وسلم وغلوا وشركا ووثنية، ليس هذا بحب، بل هو معاداة صريحة له صلي الله عليه وسلم.

فاللهم صلي وسلم عليه ما تضوع مسك وفاح، وما ترنم حمام وناح، وما شدا بلبل وصاح، فإن من أعظم أنواع الإعراض التي بسببه دبّت الفتن والقلاقل، وفقد الأمن والأمان في بعض بلدان المسلمين، هو التولي عن تحكيم شريعة الله عز وجل، واستبدالها بالقوانين الوضعية، والدساتير البشرية، فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول “وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم” رواه البيهقي، وابن ماجه، ومنذ قرن أو أكثر ومجتمعات المسلمين تعيش بين برهة وأخرى من البأساء والضراء وتفرق الكلمة ما الله به عليم وذلك بسبب الإعراض عن شريعة رب العالمين، وإن من أسباب زعزعة الأمن هو التفرق والاختلاف بين المسلمين فكم جرّ ذلك من فساد الأحوال الدينية والدنيوية، مما لا يحصى من الشرور والآلام.

والله تعالى يقول فى سورة الأنفال “وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم” وإن أقبح صور التفرق هو الاختلاف على وليّ الأمر الذي يُحكم شرع الله عز وجل وعدم الالتزام بطاعته في غير معصية الله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية” رواه ابن ماجه، والحاكم، ولقد سطر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاج الناجع الذي إذا سلكناه في مثل هذه الفتن الحاضرة الآن فإننا نعيش حينئذ بأمن وأمان واستقرار ورخاء، ومن هيئات حفظ السلام هو مجلس الأمن، الذي تقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية في صون السلم والأمن الدوليين، ويتكون من خمس أعضاء دائمين.

وعشرة غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة مدة سنتين، وأيضا من الهيئات هى محكمة العدل الدولية التي تعتبر الجهاز القضائي الذي يعمل على حل النزاعات بين الدول، بالإضافة إلى الأمانة العامة التي تقدم خدماتها في إدارة عمليات السلام وإعداد دراسات عن حقوق الإنسان، وعن عمران بن حصين، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم، فرد عليه السلام، ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “عشر” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، فجلس، فقال “عشرون” ثم جاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، فجلس، فقال “ثلاثون” رواه أبو داود، فتأمل في هذا الثواب العظيم من رب كريم، وكم تكون حسناتنا لو اتبعنا هَدى النبي صلى الله عليه وسلم عند تحية إخواننا المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى