مقال

العلم ما بين العواطف والمشاعر

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن العلم ما بين العواطف والمشاعر
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد لقد تعلم الصحابة الكرام علي يد رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان منهم الفتيان الذين قادوا الجيوش وخاضوا المعارك وهم بين يدي سن الحلم، كالصحابى الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهم جميعا وما ذاك إلا لترعرعهم تحت ظل الإسلام وتخرجهم من المدرسة المحمدية الجليلة، ولتحقيق واجبات النمو التي حددها العلماء.

وحاجات المراهق في هذه المرحلة، على الأهل تهيئة ابنهم المراهق لدخول هذه المرحلة، وتجاوزها دون مشاكل، ويمكن أن يتم ذلك بخطوات كثيرة، منها إعلام المراهق أنه ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فهو يخرج من مرحلة الطفولة إلى مرحلة جديدة، تعني أنه كبر وأصبح مسؤولا عن تصرفاته، وأنها تسمى مرحلة التكليف، لأن الإنسان يصبح محاسبا من قبل الله تعالى عز وجل لأنه وصل إلى النضج العقلي والنفسي الذي يجعله قادرا على تحمل نتيجة أفعاله واختياراته، وأنه مثلما زادت مسؤولياته فقد زادت حقوقه، وأصبح عضوا كاملا في الأسرة يشارك في القرارات، ويؤخذ رأيه، وتوكل له مهام يؤديها للثقة فيه وفي قدراته، وأن هناك تغيرات جسدية، وعاطفية، وعقلية، واجتماعية تحدث في نفسيته وفي بنائه.

وأن ذلك نتيجة لثورة تحدث داخله استعدادا، أو إعدادا لهذا التغير في مهمته الحياتية، فهو لم يعد طفلا يلعب ويلهو، بل أصبح له دور في الحياة، لذا فإن إحساسه العاطفي نحو الجنس الآخر أو شعوره بالرغبة يجب أن يوظف لأداء هذا الدور، فالمشاعر العاطفية والجنسية ليست شيئا وضيعا أو مستقذرا لأن له دورا هاما في إعمار الأرض وتحقيق مراد الله في خلافة الإنسان، ولذا فهي مشاعر سامية إذا أحسن توظيفها في هذا الاتجاه، لذا يجب أن يعظم الإنسان منها ويوجهها الاتجاه الصحيح لسمو الغاية التي وضعها الله عز وجل في الإنسان من أجلها، لذا فنحن عندما نقول إن هذه العواطف والمشاعر لها طريقها الشرعي من خلال الزواج، فنحن نحدد الجهة الصحيحة لتفريغها وتوجيهها، وأن يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة والاغتسال.

ويكون ذلك مدخلا لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول هذه المسألة، حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية يمكن أن تضره أو ترشده إلى خطأ أو حرام، وكذلك التفهم الكامل لما يعاني منه المراهق من قلق وعصبية وتمرد، وامتصاص غضبه لأن هذه المرحلة هي مرحلة الإحساس المرهف، مما يجعل المراهق شخصا سهل الاستثارة والغضب، ولذلك على الأهل بث الأمان والاطمئنان في نفس ابنهم، وقد يكون من المفيد القول مثلا “أنا أعرف أن إخوتك يسببون بعض المضايقات، وأنا نفسي أحس بالإزعاج، لكن على ما يبدو أن هناك أمرا آخر يكدرك ويغضبك، فهل ترغب بالحديث عنه؟” لأن ذلك يشجع المراهق على الحديث عما يدور في نفسه، وأيضا إشاعة روح الشورى في الأسرة لأن تطبيقها يجعل المراهق يدرك أن هناك رأيا ورأيا آخر معتبرا لا بد أن يحترم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى