محافظات

الثبات علي الحق

جريدة الاضواء

الثبات علي الحق
كتب : محمود سعيد برغش
المؤمن بالقدر الذي يعلم أنّ ماأصابه لم يكن ليخطئه ،وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ،وأن كل شـئ يحدث له هو مكتوب ومقدور عليه، فهذا رجل يواجه الشدائد والمصاعب والظلمة، وأهل الباطل بقلب ثابت وبجنان لا يهتز ،ولا يخشى من أحد ؛ لأنه يعلم يقينا أنّ رزقه ليس بيد أحد وأنّ ضره ونفعه ليس بيد أحد.
والمؤمن بالقدر يعلم أنّ رزقه قُدِّر وأنّ أجله قُدّر وأنّ الضار والنافع هو الله، وأنّ القابض والباسط هو الله وأنّ المعز و المذل هو الله. وأنّ الخافض الرافع هو الله وأنّ أهل الأرض لو اجتمعوا علي أن يضروه مااستطاعوا إلا إذا كان الله قد قدّر عليه هذا الضر، ولو اجتمع أهل الأرض علي أن ينفعوه لن يستطيعوا إلا
إذا كان الله قد قدر له هذا النفع
إذن كن ثابتا علي الحق ولا تخشَ أحدا .

قال تعالى “وإن يَّمسَسكَ الله بضُرٍ فلا كاشفَ له إلّا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير”

وإن يمسسك الله بضر أي: ببلية، كفقر ومرض، ونحوهما. و (الضر): اسم جامع لما ينال الإنسان من مكروه فلا كاشف له إلا هو أي: فلا يقدر على دفعه إلّا هو وحده وإن يمسسك بخير من عافية ،ورخاء ونحوهماو (الخير): اسم جامع لما ينال الإنسان من محبوب له فهو على كل شيء قدير أي: ومن جملته ذلك، فيقدر عليه، فيمسك به، ويحفظه عليك من غير أن يقدر على دفعه أو رفعه أحد. كقوله تعالى” فلا رادَّ لفضله” وكقوله سبحانه “ما يفتح الله للناس من رحمةٍ فلا ممسكَ لها وما يمسك فلا مرسلَ له من بعده”

وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهمّ لا مانعَ لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجَد» .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلام! إنّي أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللهُ تعالى لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضرُوك إلا بشيء قد كتبه اللهُ تعالى عليك. رُفعت الأقلامُ وجفَّت الصُّحف» – رواه الترمذي – وقال: حسن صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى