مقال

تذكير القلب بالله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تذكير القلب بالله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خالق النسم وبارئ الأمم، وفاطر النفوس من العدم ومانح العطاء وفيض النعم، نحمده على نعمة الإسلام ونشكره على مزيد الفضل والإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، يحب أهل الأخلاق الكريمة والقلوب الطاهرة، وجعل الأساس في أن خير الناس أنفعهم للناس، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، أكمل الخلق دينا وأوفاهم في الهدى خُلقا، أتم الله به مجامع الأخلاق الحسان وجعل شريعته كاملةَ الشرائع والأركان، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فإنه يذكر العبد المنيب ربه تبارك وتعالى بفؤاده وحواسه وجوارحه، فذكر القلب بالعلم بالتوحيد والحب والتعظيم والرجاء، والتسليم والاستسلام والخوف والرضاء، وذكر العينين بالنظر فيما شرع الله، وأباح النظر إليه.

والبكاء، وذكر الأذنيين بحسن الإصغاء، وذكر اللسان بالبيان والدعاء والثناء، وذكر اليدين بمدهما فيما يرضي المولى جل وعلا، وذكر القدمين بمشيِهما استجابة لداعي الهدى، وبذلكم يتحقق من البدن الشكر والوفاء، ومن الله تعالى الثواب والرضاء، فهذا القلب البشري سريع التقلب، كثير النسيان، وهو أيضا قابل لأن يشع بالنور، ويفيض بالإيمان، ويضيئ كالشعاع، فإذا طال عليه الأمد بلا ذكر ولا تذكير، تبلد وقسا، وانطمس نوره وخبا، وأظلم وأعتم، إذن فلا بد من تذكير دائم لهذا القلب، حتى يلين ويخشع، ويفيض بالنور والإيمان ويونع، ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يطول عليه العهد فيتبلد ويقسو، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد الذي شارك في غزوة بني قريظة وهي الغزوة التالية لغزوة الأحزاب، وقد وقعت في السنة الخامسة للهجرة.

وكان أهم أسبابها هو نقض يهود بني قريظة العهد مع رسول الله، وتشكيلهم للأحزاب مع قريش، ورغبتهم في الغدر من المسلمين، فخرج رسول الله إليهم مع ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين، وحاصروهم خمسة وعشرين ليلة، فضاقت عليهم الحال، وخضعوا لأمر رسول الله صلي الله عليه وسلم، أما بعد فإن المفسدين في الأرض هم فئة من المجتمع لديهم أفكار مسمومة فاسدة ولم يكتفوا بفسادهم فقط ولكن يرغبون بإفساد من حولهم، ولا يريدون أحدا أن يوقفهم عند حدهم بحجة الحرية الشخصية وتعد هذه الفئة من أخطر الفئات على المجتمع، لما قد تسببه من دمار للقيم والدين والأعراف، ويستهدف هؤلاء المفسدون فئة الشباب والمراهقين لسهولة التأثير عليهم، بالإضافة لاستخدامهم الكلام المعسول المسموم والكلمات الرقيقة اللطيفة للترويج عن أفكارهم.

ويفسر هؤلاء المفسدون آيات القرآن الكريم بالطريقة التي يريدونها دون علم أو مرجع، بالإضافة إلى الأخذ من السنة النبوية وتفسيرها بما يناسب هواهم دون الرجوع لأهل العلم، ومن صفات هؤلاء أيضا كثرة الحديث باللغة الإنجليزية، حتى يستطيعوا تضليل من لا يستطيع أن يجاريهم باللغة ويخلطون اللغة الإنجليزية بالعربية ظنا منهم أن هذا هو التطور والتقدم، ومن الأمور التي تقوم بها هذه الفئة الضالة هي أنهم يدخلون النقاشات بجماعات معا حتى يصعبوا الأمر على من يناقشهم، ويقوم كل منهم بالتعزيز لمن هو معه من المفسدين، ويقول هؤلاء المفسدون إن تعاليم الدين من الأمور التي تعطل التقدم والتطور، ويريدون أن يغيروا التعاليم حسب أهوائهم، ودائما ما يبحث هؤلاء المفسدون عن زلات العلماء وينشرونها ودائما ما يطعنون في كلامهم ونواياهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى