مقال

أساليب جبر الخواطر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أساليب جبر الخواطر
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لا إله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، إن تمام الإيمان في الإحسان إلى الجار فعن أبي شريح عن النبي صلي الله عليه وسلم قال ” والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن” قيل من يا رسول الله؟ قال ” من لا يأمن جاره بوائقه ” ويقول صلي الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ” لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه” وكما أن إيذاء الجار سبب دخول النار، حيث قيل للنبي يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل،وتصوم النهار، وتفعل، وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا خير فيها، هي من أهل النار ” فقالوا وفلانة تصلي المكتوبة، وتصدق بأثوار ولا تؤذي أحدا؟

فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “هي من أهل الجنة” وفي رواية الإمام أحمد ” ولا تؤذي بلسانها جيرانها ” وشهادة النبي صلي الله عليه وسلم له بالخيرية حيث قال صلي الله عليه وسلم ” خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله ويقول الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أعجبه الطعام أكل، وإن لم يعجبه ترك” متفق عليه، وكما يقول أنس رضي الله تعالى عنه، خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي في شيء فعلته لم فعلته؟ ولا قال لي في شيء لم أفعله لِما لم تفعله” متفق عليه، ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما عند البخاري وابن ماجه.

من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وسمحا إذا اشترى” وكما يدخل في جبر الخواطر البشاشة والتهنئة، والمصافحة والمعانقة، والمشاركة في سرور وفرح، أو في بكاء وترح، فهذه أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، تذكرت في حادثة الإفك، امرأة من الأنصار شاركتها في حزنها بدمعات كان لها أعظم الأثر والمواساة، فقد قالت السيده عائشة رضي الله عنها “وقد بكيت ليلتين ويوما، لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، حتى إني لأظن أن البكاء فالق كَبدي، فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت عليّ امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي” وهكذا حال كثير من أساليب جبر الخواطر، يكفي فيها ابتسامة صادقة، أو كلمة حانية، أو اعتذار عن خطأ أو دعاء، وليكن لأهلك من جبر القلوب أوفر الحظ والنصيب.

وخاصة الوالدين والزوجة والأبناء والإخوة والأخوات وبقية القرابات، فاجبروا الخواطر، وشاركوا الإخوان في المشاعر، وتذكروا أنها عبادة جليلة يجازي عليها الجبار بأجور عظيمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني؟ قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني؟ قال يا رب، وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم، استستقيتك فلم تسقني، قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي؟” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى