مقال

منظمات حقوق الإنسان ما بين الصمت والخذلان

جريدة الاضواء

منظمات حقوق الإنسان ما بين الصمت والخذلان

كتب : وائل عباس

مما لا يدع مجالا للشك أن تلك المجزرة التي يتعرض لها الآن المدنيين العزل من أهل غزة ؛ وخاصة العجائز والنساء والأطفال منهم هى أحدى الجرائم ضد الإنسانية ؛ والتى يجب أن يقف عندها التاريخ المنصف طويلا ؛ فهذه المجزرة والتى لا يجب أن توصف أو تنعت بالحرب ؛ بل أن كلمة مجزرة هى كلمة عاجزة أن توفى بالمعنى أو تصف الحدث كما هو عليه .

وفى صمت رهيب وخذلان مقيت نجد أن منظمات حقوق الإنسان الأمريكية والبريطانية والأوروبية ؛ لم تصدر بيانا واحدا تجرم فيه تلك المجزرة أو القائمين عليها ؛ رغم أن الحدث وما هو عليه هو أحدى زلات الأنسانية ونقطة من أكبر النقاط السود التى لطخت رداء البشرية .

تلك المنظمات التى تصيح ليل نهار صياح الغربان مطالبة بالأفراج عن قادة الأخوان فى مصر أو ما يطلقون على أنفسهم ” نشطاء سياسيين ” ؛ وهو الأسم اللطيف لكل من تجنده أجهزة مخابراتهم أو يعمل لمصلحتهم مردتديا رداء زائفا من الوطنية ليخدع البسطاء من أبناء الشعب المصري ؛ نداءات زائفة تحت غطاء الحرية والعدالة الأجتماعية ؛ وهم في حقيقة الأمر ما هم إلا عملاء خانوا الوطن وأهله .

لم تجرم تلك المنظمات بل لم تجرؤ حتى على أصدار بيان واحد تطالب فيه قادة إسرائيل ولو بضبط النفس أو الحرص على البعد عن المدنيين ؛ فى حين أنها تجاه مصر تتخذ برنامجا أوله أصدار البيانات شديدة اللهجة ؛ ثم أرسال الوفود المهدده للشعب المصري ثم توجيه رسائل من خلال البرلمانات والمسؤولين الغربيين .

تجاهلت تلك المنظمات حرب الأبادة التى يتعرض لها المدنيين العزل وأشلاء الجثث التي تحت الأنقاض وأنقطاع الكهرباء والماء والغاز عن السكان المدنيين العزل فى غزة ؛ تجاهلت تلك المنظمات ضرب المستشفيات التى بداخلها يقبع المصابين ؛ تجاهلت الأسلحة المحرمة التى ضربت بها غزة ؛ تجاهلت الأغتيالات تجاهلت كل مواثيق وأعراف الحروب ؛ لم تجرؤ منظمة غربية واحدة على أصدار بيان أو أرسال وفد .

 أن الأنسان فى قاموس تلك المنظمات هو المواطن الغربى اولا ؛ ثم عملائهم الذين باعوا أوطانهم وأرتضوا الخيانة مقابل الدولار واليورو والجنسية واللجوء .

أن صمت هؤلاء الغربان ما هو إلا أنكشاف للوجه الحقيقى لما تمثله تلك المنظمات ودوافعها الحقيقة ومن يحركها ومن ورائها .

ومن هنا يجب على الشعب المصري الألتفاف حول قيادته الوطنية الرشيدة والتى أختارت أن تكمل مشوارها الصعب رغم كل الحروب التى واجهتها ومازالت ؛ ولا ينخدع البعض منا فى تلك المنظمات وأبواقها ومعسول خطبائها من الخونة على المنابر التى يعتلونها فى الخارج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى