مقال

مطابقة الخبر للواقع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مطابقة الخبر للواقع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين 23 أكتوبر

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي كان صلى الله عليه وسلم يقينه بالله عظيم، يحب ما يحبه ربه، فكان يحب الصلاة ويوصِي بها وقال أنس بن مالك رضي الله عنه كانت عامة وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين موته “الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم” قال حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يغرغر بها صدره وما يكاد يفيض بها لسانه أي يوصي بها حتى فاضت روحه ” رواه أحمد، وكان صلى الله عليه وسلم معظما للرسل من قبله قال له رجل يا خير البرية، فقال “ذاك إبراهيم” رواه مسلم، ونهى عن إطرائه وتعظيمه فقال صلى الله عليه وسلم “لا تطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله” رواه البخاري.

وكان صلى الله عليه وسلم حسن الخلق مع الناس، يدعو كل أحد إلى هذا الدين ولو كان المدعو صغيرا، زار غلاما يهوديا فقعد عند رأسه وقال له “أسلم” فأسلَم الغلام” رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وسلم يتواضع للصغير ويغرس في قلبه العقيدة حيث قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس “يا غلام إني أُعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله” رواه الترمذي، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد يقول سفيان بن عيينة رحمه الله تعالي “إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور والظلم” 

وقال بعض السلف “من صفا، أي صفا قلبه من الشوائب، صُفي له، ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله، ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره، ومن صدق في ترك الشهوة ذهب الله بها من قلبه، والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له” وإن الصدق معناه مطابقة الخبر للواقع، هذا في الأصل، ويكون في الأخبار، فإذا أخبرت بشيء وكان خبرك مطابقا للواقع قيل أنه صدق، فالخبر إن طابق الواقع فهو صدق، وإن خالف الواقع فهو كذب، وكما يكون الصدق في الأقوال، يكون الصدق أيضا في الأفعال، فالصدق في الأفعال هو أن يكون الإنسان باطنه موافقا لظاهره، بحيث إذا عمل عملا يكون موافقا لما في قلبه، فالمرائي مثلا ليس بصادق لأنه يظهر للناس أنه من العابدين وليس كذلك، والمشرك مع الله ليس بصادق لأنه يظهر أنه موحد وليس كذلك.

والمنافق ليس بصادق، لأنه يظهر الإيمان وليس بمؤمن، والمبتدع ليس بصادق لأنه يظهر الإتباع للرسول الكريم صلى الله عليه وعلى وسلم وليس بمتبع، فالمهم أن الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو من سمات المؤمنين، ومن صفاتهم، وعكسه الكذب وهو من سمات المنافقين ومن خصالهم، فينبغي عليك أن لا تستحيي من الخلق وألا تبارز الخالق سبحانه وتعالى بالكذب، قل الصدق ولا تبالي بأحد، وأنت إذا عودت نفسك الصدق، فإنك في المستقبل سوف تصلح حالك، أما إذا أخبرت بالكذب، وصرت تكتم عن الناس وتكذب عليهم، فإنك سوف تستمر في غيك، ولكن إذا صدقت فإنك سوف تعدل مسيرك ومنهاجك، فعليك بالصدق فيما لك وفيما عليك، حتى تكون مع الصادقين الذين أمرك الله أن تكون معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى