مقال

الصدق في طريق دعوة الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصدق في طريق دعوة الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثلاء 31 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم على غرس الأشجار والنخيل لأن فيها ثمارا وجمالا، ويستظل بها ويأكل منها الإنسان والطير والحيوان ومن ثم فله بذلك أجر من الله عز وجل، وعن أنس رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ” رواه البخاري، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، أي نخلة صغيرة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل” أحمد.

وقال الإمام النووي في هذه الأحاديث فضيلة الغرس وفضيلة الزرع وأن أجر فاعلي ذلك مستمر مادام الغراس والزرع وما تولد منه إلى يوم القيامة ” وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر” رواه أحمد، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأشجار المعترضة طريق الناس وتؤذيهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس” مسلم، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد لقد كان من الأشياء التي استدلت بها السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، في بعثته.

وأن الله لم يتخلّ عنه أنه بعدما جاءه الملك في غار حراء وقال له اقرأ فرجع خائفا مضطربا، فقالت له السيدة خديجة رضى الله عنه لما قال لها لقد خشيت على نفسي قالت “كلا، فو الله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” رواه البخاري ومسلم، فكان هذا الصدق منه صلى الله عليه وسلم، معينا له في دعوته، وكان من أدلة صدقه في بعثته وفيما أخبر به عن نبوته، ولقد كان نبى الله يوسف عليه السلام صادقا، لذلك اعترف له الرجل الذي جاء يستفتيه فقال كما جاء فى سورة يوسف ” يوسف أيها الصديق أفتنا فى سبع بقرات سمان ” فأرسلوا أحد السجينين اللذين كانا مع نبى الله يوسف عليه السلام إلى يوسف في السجن ليسأله لأنه قال لهم، أنا آتيكم بالجواب، ذهب إليه.

فقال ” يوسف أيها الصديق ” وصفه بالمبالغة في الصدق حسبما علمه وجربه من أحواله في مدة إقامته في السجن، وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للمستفتي أن يعظم المفتي، وهذا هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه مع الصدق، فهو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، الأول ورفيقه في الغار، وأبو بكر الصديق، سُمي صديقا لكثرة تصديقه للنبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت في أول الأمر، وقال أبو بكر صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ فما أوذي بعدها “رواه البخاري، وإن من الصحابة المشهورين بالصدق أيضا هو الصحابى الجليل أبو ذر الغفارى رضى الله عنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، فيه ” ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ويقصد لا الأرض ولا السماء، من ذي لهجة أصدق من أبي ذر وهو شبيه عيسى بن مريم” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى