مقال

المؤمن الحق كيس فطن

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المؤمن الحق كيس فطن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء 1 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن الحقيقة الأهم والتي ستبقى خالدة، التي جاءت بها النبوة والتي تشكل الأساس لكرامة الإنسان، والمحور الأساس لحقوقه وحماية إنسانيته، هـي عقيدة التوحيد وأنه لا إله إلا الله، التي بها يصير الإنسان مسلما، ويعتبر الخروج عليها خروجا من الإسلام وهذه العقيدة على فطرتها، وبساطتها، وسهولة النطق بها، والارتياح والاطمئنان الذي تفيضه على نفس قائلها، تمتلك مخزونا من الأبعاد الحضارية والثقافية والإنسانية والقانونية.

يمكن أن تشكل مفصلا أساسا، في الحركة الإنسانية، والبناء الحضاري القائم على إحترام إنسانية الإنسان، وأن أي عدول عنها، وإنتهاك لها، أو تحريف لمدلولها، سوف يلحق الخلل بمسيرة الحياة، ويؤذن بامتداد التأله والهيمنة والتسلط والإكراه وهدر كرامة الإنسان، وإن المؤمن الحق كيس فطن، ذكي زكي، موفق معان، ولذلك يحرص على فعل الخير، ويسارع إليه، ويتحرى أهله، ويحضر مكانه، ويرتقب زمانه، فإذا شهد مناسبته، أو عرض له سببه، أو دعي إليه سبق إليه مجيبا لداعيه، ففعل ما استطاع منه، واعتذر عما عجز عنه، ورجا من الله ثواب الاثنين بفضله ورحمته، وأن الصدقة متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد، إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال” من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا، قال ” فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا، قال ” فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما اجتمعت في امرئ إلا دخل الجنة” رواه مسلم، وأن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جُبّتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئا إلا لزقت كل حلقة مكانها، فهو يوسعها ولا تتسع” رواه البخارى ومسلم، فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلما تصدق اتسع وانفسح وانشرح، وقوى فرحه، وعظم سروره.

ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها، لكان كافية للعبد بالاستكثار منها والمبادرة إليها، وأن النبى صلى الله عليه وسلم جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ” لا حسد إلا في اثنين رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل والنهار” رواه البخارى، وأن الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدخن الذى يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يوصي التجار بقوله ” يا معشر التجار، إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بالصدقة” رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، وإن من أفضل الصدقات، هى الصدقة الخفية لأنها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة، والصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار.

كما في قوله صلى الله عليه وسلم ” أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى