مقال

المهمات في حياة كل مسلم

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المهمات في حياة كل مسلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم السبت : الموافق 4 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، الذي أجمع المؤرخون عنه أنه صلى الله عليه وسلم له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن وهن السيدة فاطمة عليها السلام وولدت قبل النبوة بخمس سنين، والسيدة زينب وتزوجها العاص بن الربيع رضي الله عنه، والسيدة رقية والسيدة أم كلثوم وتزوجهما عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث تزوج السيدة أم كلثوم بعد وفاة السيدة رقية، والحكمة من أن النبي صلى الله عليه وسلم أب للبنات الله أعلم بها ويرجعها البعض لأسباب منها أن البنت في عُرف العرب قبل الإسلام عار يستحق الدفن حيا، فشاء الله تعالي أن يكون النبي محمد صلى الله عليه وسلم أبا لبنات ليكون القدوة للمؤمنين.

فيما ينبغي للبنت من حقوق ومكانة لائقة أقرها لها الدين الإسلامي الحنيف، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن من أهم المهمات في حياة كل مسلم، هو أن يهتم بإصلاح قلبه، والعناية بنفسه حتى يقدم على ربه عز وجل، بقلب سليم وعمل صالح رشيد، لاسيما ونحن نعيش زمانا قد كثرت فيه الفتن، وتعددت فيه الشبهات والشهوات، لأن القلب هو محرك الجوارح وموجهها، وهو أكثر الجوارح تأثرا، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعرض الفتن على القلب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب إلى قلبين، قلب أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، 

وقلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض” رواه مسلم، وأن مدار التقوى على إصلاح القلوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” فمتى صلح القلب بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصحح ذلك بالمعرفة، وحسن الاعتقاد، ثم توجه القلب إلى ربه بالإنابة والقصد وحسن الانقياد فإن الجوارح كلها تستقيم، على طريق الهدى والرشاد، فصلاح الجوارح ملازم لصلاح القلوب، وإن الفلاح والنجاح والفوز والتفوق، والنجاة في تزكية النفس، وهل تزكية النفس إلا أن تحليها بمكارم الأخلاق؟ ومن أين نأتي بمكارم الأخلاق؟ فإن الأخلاق الصحيحة، الأصيلة.

التي تسمو بصاحبها لا تكون إلا من طريق الدين لأن الله سبحانه وتعالى، عنده مكارم الأخلاق، فإذا أحب الله عبدا منحه خُلقا حسنا فإن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسن، وإن الدين ومكارم الأخلاق هما شيء واحد لا يقبل أحدهما الانفصال عن الآخر، ومن دون دين لا يمكن أن تكون هناك أخلاق، ولا يمكن أن تكون هناك أخلاق إلا عن طريق الإيمان بالله عز وجل أولا، والإيمان بخلود النفس ثانيا، والإيمان بالحساب بعد البعث ثالثا، وعن ابن عباس رضى الله عنهما، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال ” أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم” رواه ابن ماجه، وعن سيدنا علي بن أبي طالب يقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى