مقال

إليه يصعد الكلم الطيب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إليه يصعد الكلم الطيب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 5 نوفمبر

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، إذا ما خاف المرء شيئا لاح له الموت كاملا في كل أفق فيفرق من الحمل يحسبه حية، ويرى كل سوداء فحمة وكل بيضاء شحمة، ويستسمن ذا الورم فإذا ما عطس قال هذه عين ولو كان مزكوما، وإذا ما أخفق في عمله أو دراسته أو علمه قال هذه عين ولو كان أغبى الناس وأكسلهم، ونسي ما حققه أذكياء الأمة وأعلامهم حيث لم تسيطر عليهم الأوهام، ولم تكن كابوساً يقض مضاجعهم، وترى أن الإنسان سعى في الدنيا بطول دروبها، وتشعب شعابها، بصعودها وهبوطها، أخذته احتضنته، غرته بالحسن والجمال، انبهر بها، شرب كأسها حتى الثمالة، أعطاها كل ذرة من ذرات الكيان المادي.

وكل نبضة من نبض الكيان الروحي، مشت به معصوب العينين، مكمم الفم، مسلوب الإرادة، ليفيق على صدمة تزلزلت لها أنفاس الوجود، وأدمى لها الوجد، وسكب الأنهار، ماذا يجدي الآن أمام هذا الطوفان؟ يشعر بالمرارة والغصة تملأ حَنجرته، أيُعقَل أن يكون غافلا عن كل هذا؟ أيُسرق عمره دون أن يشعر، أم استمالته الأيام بحسنها الخادع؟ لقد تعرى اليوم أمام ذاته، لتظهر المساوئ على اختلافها، أين كانت؟ ولماذا بدت بهذا القبح المنفر؟ يتمنى أنه لم يأتي هذا اليوم، ولا هذه اللحظات، اعتقد بوهمه أن الآلام والأحزان التي مر بها لم يمر بها إنسان، ولا يوجد لها مثيل، ليتفاجأ اليوم بهذا الواقع، ولينظر لهذا الضيفِ الذي شك أنه لن ولا يوجد لها مثيل، ليتفاجأ اليوم بهذا الواقع، ولينظر لهذا الضيف الذي شك أنه لن يأتي أبدا، فتقلب في غياهب الزمان.

وأروقة السنين، ولحظات الأيام، ليقف اليوم أمام هذا القادم من دنيا الغيوب، ليضمه في حرارة المشتاق، ويمطره بوابل من القبل، ويربت على ظهره طويلا ثم يجلس وظهره إليه، ويشير عليه بالركوب، فلا يملك إلا أن يركب، لينطلق به ويطبق عليهما الفضاء، وتتماسك الغيوم السوداء، وينعق البوم فوق المشارف، وتتدفق الأنهار المشرئبة، وتضيق المحاجر، وتنطلق الدماء، وتصرخ واهم من أيقن الخلود، ونصب خيام البقاء، واهم، واهم، ولقد وضع الله سبحانه وتعالى الحوافز الذاتية التي تجعل الإنسان يسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية من خلال المنهج الإسلامي، فهناك حوافز روحية، وذلك من خلال النصوص القرآنية والنبوية التي تحث علي ذلك فيقول الله تعالى فى سورة الأحقاف ” ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون” ويقول تعالى فى سورة الكهف ” إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا “

ويقول تعالى فى سورة فاطر ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه” ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان، أو بهيمة، إلا كان له به صدقة” رواه البخاري ومسلم، وفي مجال الحوافز الدنيوية، فقد وردت أحاديث كثيرة، فمثلا في مجال الأعمال المخصوصة كالزراعة، جاءت أحاديث تجعل العمل الزراعي في الأراضي غير المملوكة سببا في التملك، وهذا الحافز يتسم مع طبيعة الإنسان المجبولة على حب المال والتملك، ومن ذلك قول النبي صلى اله عليه وسلم “من أحيا أرضا ميتة فهي له، وما أكلت العافية منه له به صدقة” رواه الدارمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى