مقال

الحضارة هى نظام إجتماعي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحضارة هى نظام إجتماعي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 9 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن من مظاهر التيسير في رسالته صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة ومتنوعة وتشمل جوانب الحياة كلها، ومنها التيسير في العقيدة، ومن أمثلة ذلك هو حديث جبريل عليه السلام الشهير الذي حدد أركان الدين من الإسلام والإيمان حيث تجد فيه سهولة الكلمة، وروعة العبارة، ووضوح المعنى، بلا لبس ولا تكلف، ولا سجع، فيتلقفه السامع بالقبول، والفهم التام، في سهولة ويسر، وكما أن من مظاهر التيسير في العبادات هو التيسير في كيفية أداء العبادات كالصلاة والصيام والحج ونحوها، وكذلك التيسير في مكان أداء العبادات وبخاصة في الوضوء، وأداء الصلاة، وهي الفريضة المتكررة في اليوم خمس مرات.

ولقد كانت الأمم المتقدمة لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم، والتيسير في زمن أداء العبادات من جهة اتساع الوقت لأداء العبادات، ومن جهة القضاء بعد ذلك في حال الاضطرار، وكذلك إحلال الغنائم في المعارك، حيث أنها لم تحل الغنائم في الأمم السابقة لأنها كانت تقدم قربانا إلى الله تعالى، فإن قبلت جاءت نار وأحرقتها، وإن لم تقبل بقيت على حالها، مما يدل أن هناك غلولا، فلا تقبل حتى يظهر الغال ويرجع ما غله من الغنائم، وكما أن من التيسير هو الرخص والتخفيفات الشرعية لأهل الأعذار كالمرضى وكبار السن ونحوهم، ومن الرخص الشرعية ما يقع من عفو عن عبادة شرعية كاملة كالحج في حال عدم الاستطاعة، وإسقاط فرض الصلاة عن الحائض والنفساء، أو ما يقع من عفو عن جزء من عبادة شرعية كقصر الصلاة وجمعها حال السفر.

والتيمم بدل الوضوء، وشرع التخفيف في العبادة كالصلاة قاعدا ومضطجعا وبالإيماء عند المرض، على قدر الاستطاعة، وكما شرع الفطر في صيام رمضان للمريض والمسافر، والحامل والمرضع، وهذه الرخص والتخفيفات يحبها الله تعالى، وقد نهى رسول الله صلي الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم عن الوصال في الصوم تيسيرا عليهم ورفقا بهم، كما استحب لهم تعجيل الفطور، وتأخير السحور، تيسيرا عليهم، وقيل أن الحضارة هى نظام اجتماعي يعين الإنسان على زيادة إنتاجه الثقافي، وقيل أن الحضارة عبارة عن كيان معقد يضم العديد من الفنون والآداب، والعادات، والتقاليد، وجميع القوانين التي يكتسبها الإنسان في المجتمع، أما الحضارة في الإسلام والتي تعرف بالحضارة الإسلامية.

فهي مجموعة القيم والمفاهيم التي تنبع من وجهة نظر الإسلام والمرتبطة بمختلف مناحي الحياة الدينية، والسياسية، والاجتماعية، والعلمية، والإدراية، والاقتصادية، وتعكس هذه المفاهيم نظرة الإسلام الشاملة للحياة والإنسان بما يلائم حاجاته، وتطلعاته لعمارة الكون من حوله، وأن مفهوم الحضارة عند العرب بشكل عام هو ما يدل على نمط الحياة المناقض للبداوة، كما يدل على إنشاء المدن والأمصار وتحقيق مكاسب العيش، كما يمكن القول أن الحضارة اليوم لم تعد تقتصر على تناقضها لمعنى البداوة فقط، وإنما تعبّر أيضا عن ارتقاء المجتمعات وتطورها في جوانب الحياة المادية، والمعنوية المختلفة، كما أن الحضارة ليست حكرا لأجناس معينة فتكون قادرة على صنعها وأخرى غير قادرة، وإنما هي ملك للأمم التي تأخذ بأسباب العلم على اختلاف العصور.

فالحضارة الإنسانية لم تقم بجهود أمة واحدة وإنما ساهم كثير من الأمم في قيامها، حيث إن الحضارات الإنسانية عبارة عن حلقات متصلة مع بعضها البعض، وكل حضارة تأتي تعمل على رفع الصرح الحضاري درجة أكثر من الحضارة التي سبقتها، وإن معرفة وتحديد عوامل قيام الحضارات يتطلب معرفة الظروف والتجارب التي مر بها الإنسان وعايشها، بهدف الاستفادة من الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى