مقال

الدكروري يكتب عن تحقيق الأمن في الحياة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تحقيق الأمن في الحياة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، لقد أخبرنا المولى عز وجل في كتابه الكريم وعلى لسان الرسول صلى الله عليه وسلم بأن النار هي مثوى الكافرين بالله والمستكبرين عن طاعته وعبادته وأنها منازل دركات تتناسب مع مستوى الإجرام والمعصية بمقتضى العدل الإلهي، والقرآن الكريم قد أكثر من ذكر النار وأوصافها وبيان ما فيها من ألوان العذاب وأشكاله حتى لا تكاد تخلو سورة من سور القرآن من الحديث عن العقاب الذي سوف يصيب الكفار والعصاة في النار، ولقد فصل الله تعالى في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أهوال النار وعذاب أهلها وما يقاسون فيها من شدة العذاب في كثير من الآيات، ويعتبر الأمن غاية أساسية للعدل.

فالحكم بالعدل، والشرع، من شأنه تحقيق الأمن في الحياة، أما عدم إقامته فيؤدي إلى غياب الأمن، ومن هنا ندرك أهمية ما جاء في القرآن الكريم، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من آيات وعبر تقويّ دعائم الإيمان، وتمكنه من النفوس، في كل أمر يعترض الإنسان في أمور حياته وآخرته، ولقد اقتضت حكمة الخالق الذي خلقكم أيها الناس، وجعل لكم الأرض مهدا، ووضع في هذه الأرض مقومات العيش الهنيء الرغيد، أن يكلفكم بحمل الأمانة التي أشفقت السماوات والأرض والجبال عن حملها، وهذه الأمانة لا يمكنكم إدراك أبعادها وتفاصيلها إلا ببيان الله سبحانه وتعالى لكم الذي كلفكم بها، وخير وسيلة لهذا البيان، اصطفاء أناس منكم وإرسالهم إليكم ليبلغوكم هذه الآمانة وهذه التكاليف ويبينوا تفاصيلها بالقول وبالتطبيق العملي.

فاسمعوا منهم واتخذوهم أسوة وقدوة في التطبيق العملي، وقد جرت سنة الله منذ خلق أباكم آدم على هذه الأرض أن يرسل من أولاده إلى كل أمة وكل شعب أو قوم أو قبيلة من يبلغهم هذه الرسالة ويدعوهم إلى توحيد الله والالتزام بشرائعه، وكان خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم ومصطفاه، ختمت برسالته الرسالات، وبنبوته النبوات، وجرت سنة الله تعالى في جميع الأنبياء أن يزوّد كل نبي بمعجزة خارقة تثبت صدقه وتقيم الحجة على قوم، وعندما أرسل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم نبيا للعالمين وكانت رسالته خاتمة الرسالات، زوّد بمعجزات تثبت صدقه، وعلى رأس هذه المعجزات الكتاب الذي أنزل عليه فهو المشتمل على رسالته، وفي نفس الوقت هو كتابه المعجز الذي تحدى الإنس والجن على أن يأتوا بمثل سورة منه، فإن كنتم أيها الناس.

ويا أيها العقلاء وأيها المخاطبون، في شك من صدق النبى محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته وأنه مرسل من رب العالمين، فهاتوا سورة من مثل سور القرآن الذي أتاكم به ونسبه إلى ربه، فإن كنتم أيها الناس، ويا أيها العقلاء وأيها المخاطبون، في شك من صدق النبى محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته وأنه مرسل من رب العالمين، فهاتوا سورة من مثل سور القرآن الذي أتاكم به ونسبه إلى ربه، واستعينوا لتحقيق ذلك بمن تشاؤون من علمائكم وأهل الرأي فيكم من المفكرين والخطباء والعظماء والزعماء والدهاة، وكل من تلجأون إليه عند نزول الأمور العظام بكم ولا تقتصروا على الاستعانة بالإنس بل ادعوا من تتوقعون الاستجابة والتلبية والإسراع في نصركم من الشياطين والجن وكل القوى التي تعتقدون فيها.

إن المطلب سهل، فأنتم أصحاب المعلقات والقصائد والحوليات والخطب في المحافل، وعرف عنكم وبخاصة قبيلة قريش وزعماؤها عرف عنكم الفصاحة والبلاغة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى