مقال

ذو النورين بين الشهداء

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ذو النورين بين الشهداء
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 12 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابة الجليل ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ” يا عثمان، إن اللهَ مُقمصك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه” وقال ابن الأثير ” قال صلى الله عليه وسلم لعثمان إن الله سيقمصك قميصا، فإياك وخلعه ويقال قمصته قميصا إذا ألبسته إياه، وأراد بالقميص الخلافة، وهو من أحسن الاستعارات” وقال الطيبي “استعار القميص للخلافة” ومن فوائد هذا الحديث برواياته هو بيان فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وشدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم له، ومنها أن فيه علما من أعلام النبوة.

حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سيحدث لعثمان رضي الله عنه من فتنة اختلاف الناس فيه، وخروجهم عليه، فوقع كل كما أخبره به النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها أن فيه إشارة إلى أن عثمان رضي الله عنه سيتولى الخلافة، وأن الذين خرجوا عليه ليسوا من المؤمنين المخلصين، ومنها كذلك أن المحدث إذا نسي حديثه ثم تذكره بعد، قُبل عنه، فقد قبل الصحابة رضي الله عنهم حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، مع أنها حدثت به بعد النسيان، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” رواه الترمذى، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال “الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته” رواه أبو داود، وإن دم الشهيد يجف.

لكن قبل أن يجف يكون الله تعالى قد أنعم عليه ووهبه من فضله زوجتيه من الحور العين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال ذكر الشهيد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال “لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه، كأنهما ظئران أظلتا أو أضلتا فصيليهما ببراح من الأرض، بيد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها” رواه أحمد، ويكرم الشهيد غاية الإكرام حينما يكون من أول من يدخل جنة النعيم، النعيم الدائم الذي لا يزول، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إني لأعلم أول ثلاثة يدخلون الجنة، الشهيد، وعبد أدى حق الله وحق مواليه، وفقير عفيف متعفف” رواه أحمد، والشهيد هو من مات من المسلمين في جهاد الكفار بسبب من أسباب قتالهم قبل انقضاء الحرب كأن قتله كافر.

أو أصابه سلاح مسلم خطأ، أو عاد عليه سلاحه، أو تردى في بئر أو وهدة، أو رفسته دابته فمات، أو قتله مسلم باغ استعان به أهل الحرب، وسمي الشهيد شهيدا لأن ملائكة الرحمة تشهده، أو لأن الله تعالى وملائكته شهود له بالجنة، أو لأنه ممن يستشهد يوم القيامة على الأمم الخالية، أو لسقوطه على الشاهدة أي الأرض، أو لأنه حي عند ربه حاضر، أو لأنه يشهد ما أعد الله له تعالى من النعيم، وقيل غير ذلك، والشهيد الذي يستحق الفضائل السابقة ونحوها هو شهيد المعركة مع العدو، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من عبد يموت، له عند الله خير، يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أُخرى” رواه الترمذي.

وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي ” يا جابر، ما لي أراك منكسرا؟ قلت يا رسول الله، استشهد أبي، قُتل يوم أحُد، وترك عيالا ودينا، قال ” أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟” قال قلت بلى يا رسول الله، قال “ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال يا عبدي، تمن عليّ أُعطك، قال يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال يا رب، فأبلغ من ورائي، قال وأنزلت هذه الآية ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ” رواه الترمذي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى