مقال

غزة الكاشفة

جريدة الاضواء

غزة الكاشفة
لنريهم من آيتنا, حقا, غزة الكاشفة نقطة تحول في التاريخ ودرس وعبرة لصمود شعب أعزل لا يخاف إلا الله سبحانه وتعالى, بلى عدة ولا عتاد راعب جيش اليهود, ويعلم أن النصر حليفه لا محالة أو الشهادة وكلهما نصر كبير عند المؤمنين حقا, ونرى اليوم الشعب الفلسطيني يقف عاري الصدر أمام جيش يدعى أنه أقوى جيش في المنطقة, ولا يخافه بل يسخر منه ويتهكم عليه حتى الأطفال في غزة لا تأبه و لا تأب ما يفعله وتتحداه وتتوعده, على الرغم من أن وراء اليهود أمريكا بعدتها وعتادها وبعض الدول الفاجرة, وبدأ العدو الجبان مؤخراً الاستعانة بالمرتزقة من كل أنحاء العالم لخوفه من المواجهة, ولما كل هذا؟؟؟, لأنه يحول إبادة شعب فلسطين بدم بارد, ويقف أمام تحقيق حلمه فئة قليلة مؤمنة من الشباب المجاهد المناضل لتحرير أرضه, نجد فيهم آية نصر من الله سبحانه وتعالى وتأييد, بلى عدة ولا عتاد استطاعوا تديمر آلاته العسكرية المتطورة وقتل جنوده الجبناء المحصنين بالجدر الحديدية المصفحة وأستطاع المجاهدين الإبطال هتك قبته الحديدية التي طالما زعم استحالة اختراقها, واخترقوا النظم الذكية ونظم الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي, وهوت تلك الأنظمة الذكية الحديثة المتطورة والتي صرف عليها العدو الصهيوني الغاشم الملايين من الدولارات, لقد أجتازها المجاهدين بكل بساطة وسهولة وسلاسة لتحرير أرضهم من العدو الغاصب الغاشم منذ عام 1948 هذا العدو الذي يحتجز الفلسطينيين في أكبر سجن مفتوح عرف على وجه الأرض, يذيق فيه الشعب الفلسطيني كل أنواع العذاب والعتداء والقتل ويستولى فيه على أراضيهم وممتلكاتهم ويدنس المسجد الأقصى من حين إلى أخر استفزازا لكل شعوب الأرض المؤمنة بالله سبحانه وتعالي حتى فاض الكيل بهؤلاء الشباب المعذب وانفجر من كثرة الإيذاء والضغط, ليوفقهم الله سبحانه وتعالى ويسطروا ملحمة يوم 7 أكتوبر 2023, غنها بحق ملحمة تاريخية مستمرة إلى اليوم.
إن حرب إبادة غزة حرب كاشفة لأدعياء السلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي والأعراف, فضحت ضمير العالم وأظهرت عملاء التطبيع مع الكيان الصهيوني الذين سمحوا لأمريكا بناء قواعد عسكرية ووافقوها على إبادة فلسطين وهم يتراقصون ويتغنون في كل المحافل الدولية لا سيما في موسم الرياض أو كما يسميه البعض موسم الرعاع, للأسف أعماهم المال وزخارف الدنيا, وهم من رفضوا طلب مصر ببناء جيش عربي موحد من قبل وهم من رفضوا التعاون مع مصر في أول العدوان, ولا حتى مساندتها في قراراتها الحكيمة في الأسبوع الأول من الاعتداء على غزة, ويرفضون أي نصح من مصر, وهذه ليست المرة الأولى, بل هي عقدة عندهم, مثل عقدة الخواجة عند الكثير من الجهال, العقدة ظهرت جلية منذ نصر أكتوبر المجيد 1973 ومحاولات السادات العبقري لرد الأرض والعرض والوحدة العربية, ورفضوا واختاروا الفرقة, كبر واستعلاء وورث لا ينتهي من الخذلان والعار, حتى في الاجتماع الكبير الإسلامي العربي الأخير في السعودية أنتج مجرد كلام لم ينفذ منه شئ لماذا؟
لأن ثاني يوم من الاجتماع العربي الإسلامي الكبير خرج نتنياهو بتصريحه للعالم أنه مستمر في طريقه لإبادة فلسطين وتهجير الشعب الفلسطيني ألقسري إلى مصر أو غيرها, ولا يبالى بحكام العرب والمسلمين وقراراتهم وكأنها لم تكن.
وللأسف الشديد يتحدى اليوم بعض السفهاء من الكبار والقامات كما يراهم البعض كذلك, يتحدوا قرار الشعوب الإسلامية والعربية مقاطعة المنتجات اليهودية والأمريكية ومن عاونهم وهذا أقل شئ وجدوه ويمكن فعله تجاه تحالف الكبار الأعداء عالمياً ضد فلسطين الضعيفة الفقيرة في الأسر والخندق وحدها, ولما ظهرت نتيجة المقاطعة وتأثيرها الكبير والمتنامي على اقتصاد الأعداء, وتحقيقها نجاحات وقوة ضاغطة على العدو واقتصاده, وكان من قبل يسخر البعض من المقاطعة ويسفه منها, بهتوا من نجاحها وقرر بعض الخائنين دعم الأعداء بتوفير وجبات من ماكدونالدز لمن يحضر حفلات الرقص والعرى في موسم الرياض وكل وجبة عليها وجبة هدية يسيل منها دماء أطفال فلسطين, أي عار عليكم دنستم البلاد الإسلامية دنستم ارض السعودية والمسجد الأقصى بتخاذلكم, الأراضي المقدسة المذكورة في القران الكريم, الأراضي التي إذا ذكرت تهفو قلوبنا لزيارتها ماذا أنتم قائلون لله سبحانه غدا إن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب.
إن واجب الشعوب الإسلامية والعربية اليوم ألجوء إلى الله سبحانه وتعالي, والرجوع إليه, فليس لها من دون الله كاشفة, والدعاء للشعب الفلسطيني الصامد, ومقاطعة جميع منتجات الأعداء نهائيا وللأبد وإن لم يوجد لها بديل, ومقاطعة العادات والتقاليد والثقافات, انتفاضة لكرامتنا التي وطئت بالأقدام من اليهود وغيرهم, وكم صرح كبار سفهاءهم أكثر من مرة بأن الشعوب الإسلامية والعربية حيوانات وحشرات ويجب إبادتهم.
لعل الحرب على غزة تكون كاشفة للجميع وترفع الغمة التي وضعت على أعين وضمائر وقلوب العالم والكثير منا, وأقول لكم إن كل منا مسئول أمام الله سبحانه وتعالي, كل منا مطلوب منه الدعاء والمقاطعة, ولا ينتظر حكام ولا حكومات ولا أفراد ولا شعوب ولا جيوش, كفانا كلام وإلقاء المسئولية على أي احد أو أي جهة, اليوم وقت العمل والتنفيذ, كل واحد سيحاسب عن نفسه فقط وما يملك فعله لنصرة إخواننا ولرد كرامتنا, ويستعد للقاء الله سبحانه وتعالى, ويعد الجواب للسؤال والحساب في يوم لا يظلم فيه ربك فيه أحدا.
ماذا أنت قائل لربك غدا؟
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها وتحية مصر
المستشار الاقتصادي الدكتور/ يوسف محمد
خبير التطوير المؤسسي وريادة الأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى