مقال

فتح العيون والقلوب

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن فتح العيون والقلوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 29 نوفمبر

الحمد الله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد ألا إله إلا الله الحليم الكريم، رب السموات السبع ورب الأرض رب العرش العظيم، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وخلفائه وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد إن الاستجابة لله تعالي حياة للمؤمن فهذه استجابة في أمر الجهاد، فهذا هو حنظلة غسيل الملائكة الذي كان حديث عهد بعرس، يسمع نداء الجهاد من منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فينطلق ملبيا النداء مسرعا مستجيبا لداعي الله، ولم يتمهل حتى يغتسل من جنابته، وينطلق نحو المعركة، لتكون نهايته السعيدة ويلقى الله شهيدا وهو جنب فتغسله الملائكة، على الجانب الآخر نجد بني إسرائيل عندما طلب منهم موسى أن يدخلوا القرية، ماذا كان ردهم؟

قعدوا عن الاستجابة لأوامر الله، فاستحقوا العقوبة من الله التيه في الأرض، فكم من تائه في هذه الدنيا لأنه لم يسارع إلى تنفيذ شرع الله، وفي معركة خيبر والقدور تغلي بلحمها، والموائد في انتظارها والبطون جوعى، في هذا المشهد المهيب يأتي النهي عن الحمر الأهلية، ويصرخ العباس بأعلى صوته “إن الله ورسوله ينهيانكم عن أكل لحم الحمر الأهلية” فما توانوا لحظة وما تأخروا برهة وما أعملوا عقولهم وما رحموا جوع بطونهم، وإنما أراقوا القدور بما فيها من لحوم وبحثوا من جديد عن طعام حلال خشية لله ورسوله واستجابة لنداء الرحمن، فإن الخالق عز وجل بمنه وكرمه وفضله قد أظهر لنا آياته في كتاب منظور نراه ونحسّ به، وكتاب نقرؤه ونرتله ألا وهو القرآن الكريم بآياته وعظاتة.

الذي يعمد إلى تنبيه الحواس والمشاعر وفتح العيون والقلوب إلى ما في هذا الكون العظيم من مشاهد وآيات، تلك التي أفقدتها الألفة غرابتها، وأزالت من النفوس عِبرتها، فقال الله عز وجل في سورة ص” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته” وها هو القرآن الكريم يعرض هذه الآيات بأسلوب أخاذ ليعيد طراوتها في الأذهان، فكأنها ترى لأول مرة، يلفت النظر على هذه الأرض الفسيحة، وقد سُقيت ورويت بماء الحياة، فاكتظت أعاليها بالنعم الوافرة، من أنهار جارية، وأشجار مثمرة، وزروع نضرة، وجبال شامخة راسية، وبحار واسعة مترامية، فماذا لو اختل نظام هذا الكون قيد شعرة؟ فإنه سينهار بكل ما فيه ومن فيه وماذا لو تصادمت أفلاكه؟ وماذا لو تناثر ما في الفضاء من أجرامه؟ وماذا لو حُجبت عنه عناية الله طرفة عين أو أقل من ذلك أو أكثر؟

فإننا سنهلك ويهلك كل من معنا، وإن هذا باب عظيم من النظر، حث عليه الرب الكريم في قوله سبحانه وتعالي في سورة يونس ” قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون” أو كما قال تعالي في سورة الأعراف ” أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء” وحث عليه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال ” تفكروا في آلاء الله، ولا تفَكروا في الله” وإن مما يلفت النظر في هذه الآونة المتأخرة كثرة الحوادث الكونية وتكاثر الآيات والنذر وازدياد المتغيرات التي تحدث في هذا الكون الفسيح، فتظهر أحداث عظام وتتجلى آيات كبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى